يولد الطفل وتولد معه الحواس الخمس ، وهي حاسة اللمس .حاسة الذوق . حاسة الشم. حاسة البصر .حاسة السمع . فكيف تتطور هذه القدرات لدى الطفل مع نموه يوماً بعد يوم ؟
حاسة اللمس:
إن حاسة اللمس مهمة جداً في تأثيرها على النمو الجسدي ،إذ إن الدراسات التي أجريت على الأطفال الخدج تشير إلى أن التدليك اللطيف لمرات عديدة يومياً يؤدي إلى تزايد أسرع في الوزن عند هؤلاء الأطفال مقارنة مع أطفال لم يخضعوا لمثل هذا الإجراء، وبالفعل فإن تعريض هؤلاء الأطفال للإثارات الحسية المتنوعة " سماع القران الكريم أو تسجيل لدقات القلب " له تأثير ايجابي على نمو الأطفال الخدج ، فبحسب الدراسات أدت هذه الخبرات إلى زيادة الوزن عند الأطفال وتنظيم في وقت نومهم ، ورفع مستوى الإدراك لديهم ،خاصة خلال الأسابيع الأولى بعد ولادتهم.
من ناحية أخرى يكون الإحساس لدى الطفل بالحرارة والبرودة عالياً، أما بالنسبة للشعور بالألم، فالدراسات تشير إلى أن المولود الجديد يشعر بالألم بشكل حاد، كما يحدث في عملية التطهير "الختان" مثلاً عند الذكور.
حاسة التذوق:
يأتي المولود إلى العالم مع قدرة للتعبير عن "ذوقه" ، فإذا أعطيناه ماء محلى نرى أن نمط رضاعته يصبح بطيئاً مع توقفات قليلة مما يشير إلى أنه يفضل الماء المحلى، وكأنه يتمتع بهذا الطعم ،أما إن وضعنا ملحاً في الماء فنجد وكأن الطفل يحاول تجنب هذا الطعم ، كما أن ملامح وجه الطفل تتغير مما يدل على أنه يميز بين المذاقات المختلفة فنرى ارتياحاً على وجه المولود استجابة للطعم الحلو، وتجعداً في الشفتين نفوراً من الطعم الحامض، وتقوساً في الفم نحو الأسفل اشمئزازاً من الطعم المر.
حاسة الشم:
تلعب حاسة الشم دوراً مهماً عند الإنسان ،وعند المولود الجديد في عملية تناول الطعام ،وتشير الدراسات إلى أن الرضيع الذي يبلغ من العمر ستة أيام مثلاً يدير رأسه نحو قطعة قطنية مبللة بحليب أمه، ولا يفعل الأمر نفسه تجاه قطعة مبللة بحليب أم غريبة عنه ، إن استجابة المولود لرائحة بعض الأطعمة تشبه بشكل مدهش استجابة الإنسان الراشد ، مما يشير إلى أن هناك تفضيلاً غريزياً لبعض الروائح ، فنرى ارتياحاً لدى الطفل عندما يشم مثلاً رائحة الموز ، وعبوساً واضحاً على وجهه حين يشم رائحة بيض فاسد .
حاسة البصر :
بالمقارنة مع بقية الحواس ، تعتبر حاسة البصر أقل نضوجاً عند الولادة لأن المراكز البصرية في الدماغ ، وكذلك العين نفسها تتابع تطورها بعد الولادة ، ذلك فإن المولود الجديد لا يستطيع التركيز بعينيه كالراشد ، وتكون الدقة البصرية محدودة جداً عند الولادة ، وتبدو الأشياء مغبشة لديه كلما بعدت المسافة بينه وبين الأشياء ، ولكن عموماً تكتمل القدرة البصرية لدى الطفل في الشهر السابع من عمره ، وتصبح كاملة النضوج في الشهر الحادي عشر . وكلما تطورت قدرته البصرية ازداد حبه للاستكشاف لمحيطه، وأصبح خبيراً في اختبار خصائص الأشياء من حوله وتحديد أماكنها.
حاسة السمع:
يستطيع المولود الجديد أن يسمع العديد من الأصوات، وتحدث لديه ردة فعل مميزة عندما تداعبه أمه بصوتها. وتكون حاسة السمع متطورة جداً عند الولادة،وتشير الدراسات إلى أن المولود الجديد يدير رأسه نحو مصدر الصوت، وفي الشهر الرابع من عمره تقريباً يبدأ المولود بالبحث عن مصدر الصوت بعينيه،وتتطور هذه الإمكانية لدى الطفل بشكل كبير بحيث يصبح قادراً على التمييز بين مختلف الأصوات التي يسمعها
في ميزان حسناتج