نصائح للتحكّم به
ينصح معظم وسائل الإعلام والأطباء الناس بتفادي تناول الملح بإفراط لأنه يحفّز ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وهو أحد أبرز أسباب الوفاة نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية، هذا إلى جانب تأثيراته السلبية الأخرى.
يمثّل ارتفاع ضغط الدم مرضاً مقلقاً لأنه لا يُظهر أية عوارض. تقدّر رابطة أطباء القلب البلجيكيين أن 50 في المئة فقط ممن يعانون منه على علم بمرضهم ويسعون إلى متابعة حالتهم. لذلك، انتبه إلى كمية الملح التي تتناولها. وفي الوقت عينه، ينبغي أن تكون منطقياً وألا تعتبر الملح بمثابة سُمّ.
تقليل الملح
لتقليل كمية الملح يُنصح بالامتناع كلياً عن إضافته إلى الطعام المطهو ليوم أو يومين. وهكذا تكتسب عادة التخلّي عن إضافة الملح إلى أنواع الأطعمة كافة، وتكتشف مجدداً طعمها الحقيقي. كذلك تدرك أن الملح مفيد إنما غير ضروري. وما إن تضعه في محله الحقيقي حتى تتعرف إلى طرق أخرى لإضفاء نكهة مميزة على الأطباق، وذلك من خلال الخل، عصير الليمون الحامض، التوابل، الأعشاب الطازجة…
حذر
يمكنك بسهولة نسبية التحكّم بكمية الملح التي تتناولها. بيد أن معظم الأطعمة التي نأكلها تحتوي على الملح، وهذا ينطبق أيضاً على الأطعمة المصنّعة الغنية بالصوديوم. إليك بعض النصائح:
– دقّق في لائحة مكوّنات كل منتج للتأكد من كمية الملح والصوديوم الموجودة. ينبغي ألا تتخطى كمية الصوديوم التي نتناولها يومياً 6 غرامات من الملح (2.4 غرام من الصوديوم).
– لا تثق بحاسة الذوق لديك. لا يمكن الشعور بطعم الصوديوم في الأطعمة جميعها. من المنطلق نفسه، يحتوي بعض حبوب الفطور على كمية من الملح توازي تلك الموجودة في البطاطا المقلية.
– عموماً، يُنصح بتفادي الأطعمة المصنّعة، قدر الإمكان، وخصوصاً الأطباق الجاهزة. فهي تحتوي على كمية كبيرة من الصوديوم ولا تستطيع تحديد محتوى الملح في كل طبق بنفسك.
في الشتاء
شتاءً، نغيّر نمط حياتنا بطريقة إرادية وواعية، ما يؤدي إلى زيادة عدد مرضى ارتفاع ضغط الدم الشرياني. وقد توصّل الخبراء إلى هذه الملاحظة من خلال متابعة 450 ألف جندي من قدامى المحاربين الأميركيين المصابين بارتفاع ضغط الدم على مدى 5 سنوات.
يُحدّد ارتفاع ضغط الدم الشرياني استناداً إلى ضغط شرياني انقباضي يتخطى 140 ملم زئبق وضغط انبساطي يتخطى 90 ملم زئبق على مدى 3 أيام متتالية على الأقل (أو 14/9 سنتم زئبق). تعيد المتابعة الطبية المناسبة ضغط الدم الشرياني إلى طبيعته لدى عدد كبير من المرضى.
خمول
ثمة تفاوت كبير في عدد مرضى ارتفاع ضغط الدم بين الربيع والشتاء. فزيادة الوزن والخمول يؤديان دوراً كبيراً في ارتفاع عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم شتاءً. وقد تبين من خلال دراسات كثيرة أن نمط الحياة يؤثر إلى حد كبير على ضغط الدم الشرياني. شتاءً، نميل إلى اكتساب الوزن (نأكل مزيداً من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية بخلاف الصيف). هذا إلى أننا نمارس قدراً أقل من التمارين الرياضية.
ما الحل؟
1 – على المصابين بارتفاع ضغط الدم مراقبة ضغط دمهم الشرياني شتاءً.
2 – ينبغي أخذ التغيرات الموسمية بالاعتبار أثناء معالجة ارتفاع ضغط الدم والتخفيف من عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
تلوّث سمعي
على المدى البعيد نشعر بالتعب بسبب التعرّض للضجيج الذي قد يلحق أيضاً ضرراً بأذنينا وبحاسة السمع لدينا عموماً، لكنه قد ينطوي أيضاً على خطر لا يعرفه الكثيرون: ارتفاع ضغط الدم.
عندما نتحدث عن التعرّض المفرط للتلوث السمعي، نميل مباشرة إلى التفكير في التعرّض للضجيج في مكان العمل وهذا مزعج جداً. لذا لا بد من اتخاذ تدابير وقائية ومنها وضع قناع للضجيج أو سدادات أذن…
لكن التلوّث السمعي لا ينحصر في مكان العمل فحسب إذ أننا نتعرض له في الطريق أيضاً وحتى في منازلنا. وقد ينعكس على الصحة كما تبيّن من خلال دراسة شملت 24 ألف شخص تتراوح أعمارهم ما بين 18 و80 عاماً. لقد قُيِّم وضعهم الصحي استناداً إلى درجة الضجيج الذي يتعرضون له في الشارع حيث يعيشون، بحسب حركة المرور.
تأثير الضجيج
كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يسكنون في شوارع مليئة بالضجيج (بدرجة تفوق 65 ديسيبيل، درجة قوة الصوت أثناء جدال محتدم) أكثر عرضة بنسبة 45 في المئة للإصابة بارتفاع ضغط الدم ممن يعيشون في أماكن أكثر هدوءًا. في المقابل، لا تسبّب الشوارع المتوسطة الضجيج (45 إلى 54 ديسيبيل)، مقارنة بالشوارع الهادئة، ازدياد عدد مرضى ارتفاع ضغط الدم.
يُذكر أن التلوث السمعي لا يؤثر على الضغط الشرياني لدى من تخطوا الستين والذين يتأثر ارتفاع ضغط دمهم بعوامل خطر أخرى كالسكري، الخمول، النظام الغذائي… يبقى أن نفسّر لمَ تسبب الأجواء التي يكثر فيها الضجيج ارتفاعاً في الضغط الشرياني. في هذا السياق، تفيد إحدى الفرضيات بأن جسمنا يعتبر الضجة عاملاً يوتّر الأعصاب. وجميعنا يعرف أن التوتر والضغط النفسي يحفزان الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
أمثلة عن مصادر الضجيج مع مقدار قوتها
– الغسالة الكهربائية: 55 ديسيبيل.
– الحوار العادي: 60 ديسيبيل.
– التلفاز: 65 ديسيبيل.
– رنين الهاتف: 70 ديسيبيل.
– المكنسة الكهربائية: 75 ديسيبيل.
– السيارة: 80 ديسيبيل.
– جزازة العشب: 90 ديسيبيل.
– أبواق السيارات: 95 ديسيبيل.
عادات ينبغي تغييرها
يبدأ علاج ارتفاع ضغط الدم بإجراء تغييرات على نمط الحياة والنظام الغذائي. لكن في حال تبين أن ذلك غير كافٍ (على مدى 3 إلى 6 أشهر) لتحقيق الأهداف العلاجية المرجوة، لا بد من المباشرة بتناول دواء لمكافحة ارتفاع ضغط الدم.
1 – تناول كمية أقل من الملح
من الضروري أن يحصر مرضى ارتفاع ضغط الدم كمية الملح التي يتناولونها يومياً بـ6 غرامات كحد أقصى. لذلك، عليك وضع كمية أقل من الملح في الطعام أثناء تحضيره، وعدم إضافة الملح عند تناوله، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على كثير من الملح: لحوم مصنعة، صلصات، مقالي، بسكويت مملح، أطباق مصنّعة وغيرها.
2 – اتبع نظاماً غذائياً أفضل
يُنصح باتباع نظام غذائي يشتمل على كثير من الخضار والفاكهة وقليل من الدهون المشبعة (دهون حيوانية المصدر). كذلك، عليك تناول السمك مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً للتزود بالأوميغا 3، حمض دهني يحمي القلب والأوعية الدموية.
3 – مارس الرياضة
لخفض ضغط الدم، يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام (لنصف ساعة على الأقل، 3 مرات أسبوعياً). هذا إلى أن المشي بسرعة متوسّطة يساعد في تحسين الضغط الشرياني شرط ممارسته بانتظام.
4 – راقب وزنك
لمكافحة ارتفاع ضغط الدم لا بد من الحفاظ على وزن مستقر أو فقدان الوزن في حال البدانة.
5 – تحكّم به
بعد التعرّض لذبحة يُفضّل التحكّم بالضغط النفسي، لكن كيف؟
– في مكان العمل
يسبّب هرمون الأدرينالين الذي يُفرز عند التعرض للضغط النفسي ارتفاعاً في ضغط الدم. وعلى المدى الطويل، يلحق التعرّض للضغط النفسي المزمن ضرراً بالشرايين والقلب. لمكافحة التوتر والضغط النفسي، لا بد من تحديد مصدرهما أولاً للتمكن من التحكّّم بهما بشكل أفضل.
غالباً، يكفي الالتزام بالتغيرات المذكورة آنفاً لخفض الضغط الشرياني. وفي حال لم يتحقق انخفاض كافٍ، يصف الطبيب للمريض دواءً لخفض ضغط الدم. وفي هذه الحال، لا بد من الخضوع لمتابعة طبية منتظمة لاكتشاف أي مضاعفات على صعيد القلب والأوعية الدموية وتبديل العلاج إذا دعت الحاجة.
اهتم بضغط دمك
من المهم جداً أن يتابع مرضى ارتفاع ضغط الدم علاجهم بشكل واعٍ وذلك ليقوا دماغهم من الإصابة بداء الالزهايمر والأمراض التنكسية العصبية، وليتمكنوا من خفض خطر إصابتهم بالذبحة القلبية، تعرّضهم لحادث وعائي دماغي، قصور في الكلى فضلاً عن اضطرابات في الذاكرة.
يُلحق ارتفاع ضغط الدم ضرراً بجدران الشرايين حتى تلك التي تروي دماغنا. بيد أن سوء تروية الدماغ يتلف الخلايا العصبية. وعلى المدى الطويل، تظهر جروح صغيرة في الدماغ تؤدي تدريجاً إلى فقدان بعض الوظائف الدماغية كالذاكرة والمنطق. وهذه الجروح هي السبب في ظهور مرض الالزهايمر.
من هذا المنطلق، ارتفاع ضغط الدم في سن متوسطة معيار ينبئ إلى حد كبير بتراجع أداء الدماغ في وقت لاحق؛ لذلك لا بد من علاجه والحرص على استقرار ضغط الدم ضمن معدلات طبيعية.
9 عوامل خطر أخرى تحفز الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
1 – بلوغ الرجل 50 عاماً والمرأة 60 عاماً.
2 – التدخين (وإذا كان المريض أقلع عنه قبل أقل من 3 سنوات).
3 – سوابق عائلية تدل على الإصابة بمرض في الشريان التاجي:
– تعرّض والد المريض (أو أحد أقربائه الذكور من الدرجة الأولى) لذبحة قلبية أو وفاته بشكل مفاجئ قبل الخامسة والخمسين.
– تعرّض والدة المريض (أو إحدى قريباته من الدرجة الأولى) لذبحة قلبية أو وفاتها بشكل مفاجئ قبل الخامسة والستين.
– حادث دماغي وعائي قبل الخامسة والأربعين.
4 – داء السكري.
5 – فائض في الكولستيرول.
6 – بدانة على مستوى البطن (محيط خصر يتخطى 102 سنتيمتر لدى الرجال و88 سنيمتراً لدى النساء)، أو حتى البدانة عموماً.
7 – الخمول.
8 – تضخّم البطين الأيسر والزلال البولي الدقيق microalbuminuria.
9 – أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى.
من الناحية العملية، على مرضى ارتفاع ضغط الدم الالتزام بهذه النصائح ليحافظوا على صحة قلبهم وأوعيتهم الدموية ودماغهم.