التخطيط للضرب
وهنا سؤال يطرح نفسه ويتمثل بأنه هل يعقل أن يخطط الرجل لاستخدام الضرب ضد زوجته قبل الزواج أو عند احتدام الخلاف بينهما.
وللإجابة عليه نقول إن أغلب الدراسات تؤكد أن الرجل الذي يستخدم الضرب والمرأة التي تستسلم لعملية العنف ضدها من زوجها، فإنها عايشت علاقة أسرية في محيط أسرتها أو أسرته، كان الضرب هو لغة الحوار بين أبويها على سبيل المثال أو أحد أفراد أسرهم، ومن هنا نقول إن عملية التنشئة تلعب الدور الأكبر في سبب حدوث العنف الأسري.
ومن الأسباب الأخرى للعنف الأسري طريقة التربية التي تربي الفرد عليها، فالزوج الذي كان أهله عنيفين معه عند احتدام الخلاف معه نجده يسقط ذلك على زوجته، وكذلك الزوجة التي كانت لغة الصراخ والسب والشتائم في أسرتها، نجدها تثير الزوج الأمر الذي قد يدفع الزوج لتبرير ذلك باستخدام الضرب.
طريقة التربية وسمات الشخصية العنيفة
وهناك سبب ثالث يتمثل في شخصية كل من الزوجين. فكم من حالة تعاملت معها سواء للأزواج أم الزوجات، كانت التركيبة الشخصية فيها متفاعلة مع الواقع الأسري قبل الزواج وطريقة التربية التي جعلت منه شخصية عنيفة جسدياً إن كانت تمتلك المقومات العضلية، أو عنيفة بلسانها عند احتدام المواقف.. وعليه يمكن تحديد السمات العامة لكل من الرجل- وغالباً ما يكون هو العنيف- وصفات المرأة وغالباً ما تكون هي الضحية.
صفات الرجل
1- قلة تقدير الذات.
2- اعتمادي
3- لا يثق بالآخرين ولا بنفسه.
4- غالباً ما يكون ضحية عنف في صغره.
5- لديه صدمات وصعوبات نفسية.
6- شبه معزول اجتماعياً ونفسياً عن الآخرين .
7- حساس.
صفات المرأة :
1- شخصية سلبية ويسهل قيادتها.
2- لا تؤمن بحقها بأن تُحترم بل تعتقد أن الضرب تستحقه بسبب جهلها وخطئها، ولذا فهي تستحق الضرب أحياناً.
3- تلوم نفسها وتحقّر ذاتها لأنها تعتقد أنها سبب ثورة الرجل.
4- تعتقد أن زوجها يضربها لكي تصبح أحسن وأنه يحبها لذلك.
5- تبرر عنف زوجها وتحاول إخفاء بعض الكدمات لحمايته أملاً بصلاحه.
6- شخصيتها اعتمادية وتشعر الزوج باعتمادها عليه وأنه مهما عمل لن تتخلى عنه.
7- لديها أمل كبير جداً في أنه سوف يتغير.
8- تخشى الطلاق لأنه زّلة أعظم من الضرب.
9- اقتصادياً تعتمد على الغير.
10- تستخدم الجنس فقط كوسيلة لكسب الزوج.
11- قليلة التقدير لذاتها.
12- تعاني من اكتئاب وقلق.
إن العنف الأسري لا يقتصر على الجانب الجسماني فقط وإنما قد يكون بأشكال وصور مختلفة فهناك العنف النفسي والعاطفي وهناك العنف غير اللفظي وهناك العنف الاقتصادي وغير ذلك كما هو ممثل في الجدول التالي:
إن هناك من الأزواج من يرعب زوجته بالنظرة وهناك من يسيطر عليها عن طريق سلب راتبها، وبالمقابل هناك من الزوجات من تستخدم العنف تجاه زوجها بسلب وتبذير ماله، والتحكم في علاقاته الاجتماعية وعملية خروجه ودخوله، ومن هنا نخلص إلى القول بأن القوة والتحكم لا تقتصر على الجانب الجسدي وإنما لها صور عدة وأشكال مختلفة.
ما العمل لوقف العنف الأسري:
1- عند النقاش ليكن قانون النقاش هو محاولة تجنب الوصول لمرحلة الانفجار أو العمليات المتمثلة بالضرب.
2- عند الانفعال علينا أن نبتعد عن اتخاذ القرار، ولعل قرار رفع الصوت أو استخدام اليد هو اللغة التي علينا الابتعاد عنها.
3- في حالة امتداد اليد- لا قدر الله – فإن على الزوجين وخصوصاً الضحية الإمساك بيد البادئ وتحذيره دون انفعال بعدم تكرار هذه العملية.
4- على الزوجين تذكير أحدهما الآخر عند بروز بوادر الاستثارة تجنباً لأمور لا يحمد عقباها.
5- ليتعلم الزوجان فن الحوار والتفاهم وإلا فعلى الأقل فليتعلما كيف يحصلان على طريقة انسحابية سليمة خشية تفاقم الأمر.
6- على الضحية وغالباً ما تكون الزوجة عند الفشل في حل الخلاف واستمرار الاعتداء عليها اللجوء إلى شخص حكيم من أفراد أسرتها أو أسرته لتصفية الأمر وعليها أن لا تستسلم، خاصة إذا كان العنف قاسياً ( وأنا مسؤول عن كلامي هذا) لأن اليد إذا اعتدت بالعنف ولم توقف فإنها لن تستمر في المستقبل إلا على جسد الضحية المستسلم.
7- على الزوجة ألا تستثير الزوج إن علمت أنه يستخدم العنف وإلا فلا تلومن إلا نفسها، وهذا عليها احتواء الخلاف باختيار أفضل الكلمات والأوقات لعرض وجهة نظرها، لا أن تستجوبه وكأنها في محاكمة عسكرية.
8- على الزوجين عند مناقشة مشاكلهما الكبيرة الابتعاد عن وجود الأبناء لأن أثر ذلك سينتقل لجيل الأبناء عند كبرهم وتأسيسهم أسراً جديدة.
9- على الزوجة استثمار فترة هدوء العاصفة بعد حادث العنف الذي يتمثل غالباً فيما أسميه بشهر عسل أو أيام مصالحة، بتحديد شروطها وأن تتفق معه على حدود العلاقة وأسلوب حل الخلافات الأسرية.
10- ليعلم الزوجان أن العنف مرفوض إنسانياً ودينياً، فإذا حصل عنف لا قدر الله فليرضى الآخر بنتيجة ما قد يترتب عليه ذلك.