تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كرمي طفلك لعشاق السياحة

كرمي طفلك لعشاق السياحة

تكريم الطفل وتقديره الاجتماعي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تكريم الطفل وتقديره الاجتماعي

إنّ الطفل بحاجة إلى التكريم والتقدير الاجتماعي، وإشعاره بمكانته في داخل الأسرة وفي المجتمع، فهو بحاجة إلى توكيد ذاته وإشعاره بأنه شخصية قائمة بذاتها، وأنه عضو في الأسرة والمجتمع.

فكان(… رسول الله صلى الله عليه وآله يسلّم على الصغير والكبير، وأنه صلى الله عليه وآله مرّ على صبيان فسلّم عليهم)(17).

ومرّ الإمام الحسن (ع) على أطفال يتغذون، فدعوه إلى الأكل فأكل معهم.

وأشرك رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر بالبيعة، وأخذ منهم البيعة وهم صغار(18)، لإشعارهم بمكانتهم الاجتماعية، فتعامل معهم كتعامله مع الكبار.

والأفضل تشجيع الطفل على روح الاستقلال التي يبرزها بأن يأكل في صحن خاص به، وأن يفرش له فراشاً خاصاً به للنوم، وأن يجلس في مقعد خاص به في البيت أو في واسطة النقل وإلى غير ذلك، وأن يترك للطفل إدارة شؤونه بنفسه، وخصوصاً في اللعب ليتّبع ما يقوله له خياله، وأفضل الوسائل في ذلك كما يقول موريس تي يش: "يجب أن تسلكوا مع أولادكم وتعاملوهم كأنهم أصدقاء، أن تعملوا معهم، أن تشاركوهم في اللعب.. أن تتحدثوا معهم بعبارات الودّ والصداقة"(19).

ويجب ملاحظة سلوك الطفل والتعامل معه على ضوء ما يسعى إليه لتأكيد ذاته، وقد يحاول الطفل "أن يتحدّى وأن يفعل ما يغيظ الأهل ليعلن أنه كائن موجود مستقل له إرادة غير إرادة الكبار"(20).

فالمفروض بالوالدين أن يراعوا ذلك ويقابلوه برفق ويشبعوا هذه الحاجة لديه. وفي بعض الأحيان قد يلاحظ الطفل خطأ يصدر من أحد والديه فيقوم بالتنبيه عليه وإشعاره بالخطأ، فيجب على الوالدين تشجيعه على ذلك، وتقبّل الاعتراض من قبله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ((إقبل الحقّ ممّن أتاك به صغيراً أو كبير))(21).

ومن تكريم الطفل إرضاؤه كما قال صلى الله عليه وآله لعثمان بن مظعون ومعه صبي يقبّله "أتحبّه ياعثمان؟ قال: يارسول الله إنّي أحبّه. قال صلى الله عليه وآله : أفلا أزيدك له حبّاً؟.. إنّه من يُرض صبياً صغيراً من نسله حتى يرضى، ترضّاه الله يوم القيامة حتى يرضى"(22).

وخلاصة القول: إن الشعور بالمحبة والتقدير ينعكس على التوازن الانفعالي للطفل في جميع مراحل نموه إلى الأعمال المتقدمة في الحياة، ويحدّد صحة الطفل والإنسان الناضج النفسية، ومرحلة الطفولة في رأي علماء التربية "من أهم المراحل التربوية في نمو الطفل الحركي والعقلي واللغوي والاجتماعي، وهي فترة تشكيل البناء النفسي الذي تقوم عليه أعمدة الصحة النفسية ومتطلباتها كالشعور بالمحبّة والطمأنينة والتقدير الأسري"(23).

ومن خلال التجارب وجد أن الأطفال الذين لم يحصلوا على الحب والودّ والتقدير نتيجة المعاملة السيئة التي عوملوا بها "كانت صحتهم العقلية سيئة"(24)، ونجدهم في الكبر منزوين وهيّابين، أو متمرّدين على كل المفاهيم والقيم والقوانين، لشعورهم بالحقد والعداء اتجاه المجتمع الذي لم يمنحهم التقدير والحب الكافي في مرحلة الطفولة.

والطفل لا يتعلّم قواعد السلوك إلاّ في وسط إحساسه "بالصداقة مع الأسرة"، ويتميز الطفل بدرجة من التقليد الشديد "لأي إنسان يعجب به، وهو يحاول بكل ما في طاقاته أن يقلّد من يحبّه"(25).

فبالمحبة يستطيع الوالدان توجيه الطفل وتربيته تربية سليمة وإيصاله إلى قمة الصحة النفسية، فيكون سوياً متزناً في جوانب الشخصية: العقلية والعاطفية والنفسية، فلا قلق ولا اضطراب ولا ازدواجية.

17 – م.ن. ج2، ص69.
18 – تحف العقول، ص337.
19 – نحن والأبناء، ص45.
20 – حديث إلى الأمهات، ص207، دكتور سبوك.
21 – كنز العمال، ج15، ص794، حديث 43152.
22 – م.ن. ج16، ص586، حديث 45959.
23 – أضواء على النفس البشرية، ص321. د. الزين عباس عمارة.
24 – علم النفس التربوي، ص52، د. فاخر عاقل.
25 – مشاكل الآباء في تربية الأبناء، ص71، د. سبوك.

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

منقوووووول

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوارة مشاهدة المشاركة

ماشاء الله عليج وراي وراي في كل المواضيع تسلمين والله منورة بوجودج الغالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.