تعرف المشيمة المدخلة بأنها التصاق المشيمة غير الطبيعي بجدار الرحم كلياً أو جزئياً، وتنجم المشيمة المندخلة عن غياب الغشاء الساقط القاعدي وطبقة ناتبوخ (خىُّ فقِّكو)، مما يجعل الزغابات الكوريونية قادرة على غزو العضلة الرحمية، وبذلك لا تنفصل المشيمة من الرحم بعد الولادة وتبقى بالداخل مما تسبب مشاكل عديدة أهمها النزيف الحاد الذي قد يستوجب ازالة الرحم في بعض الحالات..
وقد تزايدت نسبة حدوث المشيمة الملتصقة خلال السنوات الماضية بمعدل عشرة أضعاف فأصبحت نسبتها الآن 1 في كل 2500 من الولادات .
ومن العوامل التي تساعد على حدوث هذه المشكلة فتتضمن تقدم سن المرأة الحامل وتعدد الولادات وخصوصاً الولادات بالعمليات القيصرية وكذلك عملية تجريف الرحم ومتلازمة اشيرمان وكذلك بعد عملية استئصال ورم ليفي من الغشاء تحت المخاطي للرحم وذلك في حالات نادرة جداً وتزداد هذه الحالات النادرة إذا تعرضت إلى قيصريتين أو أكثر وعندها شيمة أمامية أو مركزية لديها احتمال 1 من 40 لحدوث مشيمة ملتصقة..
تبلغ نسبة الوفيات في الأمهات الناجمة عن المشيمة الملتصقة 7٪ علاوة على المشاكل المرضية نتيجة العمل الجراحي ومضاعفاته كنقل الدم والالتهابات واصابة الحالب والمثانة.
وتصنف المشيمة الملتصقة حسب درجة غزو أنسجة المشيمة إلى ثلاث درجات، فالمشيمة الملتحمة تلتصق فيها أنسجة المشيمة بالعضلة الرحمية مباشرة دون غزوها .
والنوع الثاني ويعرف بالمندحلة وفيها تمتد الأنسجة عميقاً في العضلة الرحمية.
أما المشيمة المخترقة وفيها تخترق الأنسجة عضلة الرحم بكاملها وتخترق إلى خارج الرحم..
يكون التصاق المشيمة بالرحم اما بؤرياً أو جزئياً أو كلياً تأخذ معظم حالات المشيمة الملتصقة سيراً طبيعياً أثناء الحمل ومع ذلك فإن 30٪ منها قد يحدث نزفا رحميا قبل الولادة، كما أن معظمه قد يترافق مع المشيمة المنزاحة .
وقد يحدث أثناء الحمل آلام بطنية حادة وذلك في حالة المشيمة المخترقة وهو النوع الثالث ويعتبر من أخطر أنواع المشيمة الملتصقة .
ويتم اكتشاف معظم حالات المشيمة الملتصقة كلياً بعد الولادة اما تكون مهبلية أو قيصرية حيث تعجز المشيمة عن الانفصال عن الرحم .
ومع التقنيات الحديثة في مجال التشخيص المبكر لمشاكل الحمل المعقد من الممكن تشخيص مثل هذه الحالات باستخدام الأشعة الصوتية أو أجهزة الرنين المغناطيسي وتحتاج إلى خبرة متميزة من الطبيبة المعالج لتوقع مثل هذه المضاعفات ويحتاج معالجة هذه المشكلة على أن تكون الطبيبة ذا خبرة وأن تتصرف بسرعة وحكمة وتتوقف المعالجة على سعة رقعة الالتحام وشدة النزف..
ففي حالة المشيمة الملتحمية بؤرياً والنزف محدود وذلك بمحاولة فك المشيمة واعطاء مقبضات الرحم مع استمرار مراقبة النزف .
أما إذا كانت المشيمة ملتحمة كلياً أو جزئياً مع نزف غزير فيتم استئصال الرحم مباشرة للمحافظة على حياة المريضة اياً كان عدد الأطفال لديها..
وفي حالة المشيمة الملتحمة كلياً أو جزئياً مع نزيف محدود فإنه يمكن الابقاء على المشيمة داخل الرحم مع ربط الحبل السري قريباً من سطحها الجيني ومراقبة الحالة بدقة متناهية داخل المستشفى للأسابيع الأولى تفادياً لحدوث النزف أو الالتهابات الرحمية الداخلية وتعطى المريضة خلال هذه الفترة المضادات الحيوية وعلاج الميثوتركسات لمدة أسبوعين وقد تكللت بعض الحالات بالنجاح.
على أن هنالك حالات عديدة تستدعي فتح البطن للسيطرة على النزف الذي لم يتوقف بالمعالجات المحافظة وذلك بغرض إصلاح أماكن النزف أو اللجوء إلى وسائل مساعدة أخرى وفعالة كربط الشرايين الخثليين أو ربما تستوجب ازالة الرحم وتستوجب هذه الحالات نقل للدم ومراقبة اضطراب التخثر لمكافحة الصدمة النزفية للحفاظ على حياة الأم بإذن الله.