و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين .. سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..
أحييكم بتحية الإسلام
[السلام عليكم و رحمة الله و بركاته]
إخواني , أخواتي .. ها أنا اليوم أكتب لكم كلمات من قلبي .. لعل و عسى تحرك فيكم مقدار شعره .. لتكون كلماتي بداية طريقكم للصواب .. بإذن الله ..
لا أدعي الفتوه و لا أنا بعالمة دين .. و لكن لي من العلم ما أحببت أن أشارككم به .. و لا أحتفظ بهذا لي وحدي ..
ربما يكون تذكير للغافل .. و هداية للضال .. جعلنا الله و إياكم من المهتدين [ آمين ].
أحبتي .. أغلب الناس .. يعتقدون أن الكبائر في الدين .. هي شرب الخمر و لعب الميسر و الزنا و و و الخ ..
و لا يفتكر البعض بأن " اللسان " يمكن أن يؤدي بصاحبه إلى جحيم نار جهنم ..
يقول له الحبيب صلى الله عليه وسلم " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم".
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
أي أن كثير من الناس من سيكون مسلما في" الجواز " و متظاهرا بالإيمان .. و لكن لسانه يظهر لنا العكس .. لسانه ينطق بما في قلبه .. و يدل على أنه قلبه أسود و يخلو حقيقة من الإيمان بالله لانه تحدث في أعراض الناس ..
أحبتي .. إن الجرح الذي تصنعه كلمه في قلب إنسان .. ليست كـ جرح السكين.. يلتئم بعد مدة معينه ..هذه الكلمه التي لم نقدر حجم آثارها ع نفس الشخص .. قد لا يمحو جرحها لا السنين و لا الايام .
ضع نفسك في مكان .. انسان يهاجمه الناس بكلمات و يقذفونه بأقبح الألفاظ و التهم التي ليس لها أساس من الصحه .. و أنته غير قادر ع الدفاع عن نفسك .. لا تعلم أين تبدا و من ترد عليه ..
رسولنا عليه الصلاة والسلام .. حذرنا من اللسان لأنه بداية الشر في طريق كل إنسان .. و ما ينطق عن الهوى انما هو وحي يوحا ..
أتعلمون أنه عندما تتحدث في عرض شخص آخر .. و تغتابه .. و كأنك تأكله لحمه .. أتتخيلون نفسكم تأكلون لحم إنسان آخر ؟ .. ربما تكونون قد ذقتوه وتلذذتوا بمذاقه حتى أصبحت الغيبه عادة لا يستغني عنها البعض ..
كان أنس يروي هذا الحديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- "لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"
يعني القلب كأنه يتبع اللسان،واللسان يتبع القلب، وهذه عملية عجيبة، يعني إذا استقام قلب العبد يستقيم اللسان، وإذا حاول العبد أن يكون لسانه مقوما بقول الخير يجد أن القلب يتقلب من هذا، أو يتقلب إلى الطاعة التي لا تخرج إلا إيمانا، فالإنسان لا يستقيم إيمانه حتى يستقيم قلبه، وقلبه لا يستقيم حتى يستقيم لسانه.
نحن من نطلق على أنفسنا متثقفين .. متطورين .. متعلمين .. ما فائدة العلم اذا لم يكن لوجه الله و رسوله .. و قد قال لنا رسولنا الكريم .. بما في معناه .. فل تقل خيرا أو اسكت .. اذا كنت ترا أن الكلام الذي ستقوله فيه مضره .. من الأفضل أن تحتفظ به لنفسك ..
بعضنا يقول نحن لا نقول غير الحق .. و تجد أنه الانسان الذي تحدثوا عنه في الواقع ربما يكون انسان نفسه سيئه أو انسان طبعه بذيء .. و لكن ذلك لا يحلل لنا أن نغتابه فقط لأنه ما نقوله صحيح .. لماذا لا ندعي له بالهدايه بدل من التحدث عنه بالسوء ..ما الذي سنخسره ؟ هل هو أمر بهذه الصعوبه؟
لا
و لكن هذا حالنا بعد أن شغلتنا الدنيا .. هذا حالنا و نحن نسعى للسمعة و للشهرة و نتنافس من منا أفضل من ناحية المعاش و شكل البيت و الأثاث و الملابس ..!
ألا ترون أن الناس .. و يؤسفني القول.. أصبحوا تافهين ..؟
ألا تظنون أن " المفروض" الناس يتسابقون للخير .. من يقوم بالتصدق .. و مساعدة المحتاجين ..و نشر الخير و طاعة الله و البعد عن نواهيه ..
والله ثم والله ثم والله
أن هناك أشخاص لا يتعدى راتبهم الـ 200 درهم في اليوم
و لكن لتواضعهم و عفة نفسهم .. تراهم و كأنهم في عز .. هذا الذي يقدر النعمة و يعلم قيمتها ..
و أنكم لترون أشخاص .. مغترين بأنفسهم .. لأنهم يعيشون في قصر و حاجاتهم الدنيويه من حولهم .. و لم يشكروا ربهم على هذه النعمه ..
و ان النعمه زواله .. و سيذوقون مر الحياة عاجلا ً أم آجلا ً
اتقوا شر لسانكم .. و اعلموا من تعود لسانه على القذف و السب و الغيبه .. فهو مريض و يحتاج الى علاج
..
إن الله عز و جل .. يمهل و لا يهمل .
.
قال تعالى : "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
(18)" سورة ق
و ما يلفظ من قول الا و نحن محاسبون عليه ..
اخوتي و أخواتي ..
ها أنا اليوم أدعوكم الى التوبة النصوحه ثم إلى كثرة الاستغفار .. و استغلال وقتنا بالكلام الجميل .. و نحن في غنى عن الكلام السيء ..
لا أعلم متى أجلي .. و لهذا أحببت أن أبلغكم ما يجوب في نفسي
أرجو أن يراجع الكل نفسه ..
حاسب نفسك قبل أن تحاسب ..يوم لا ينفع لا ندم و لا بكاء و لا صراخ ..
يوم ترا أنك في حاجه للعوده للدنيا لتعمل خيرا من الذي كنت تضيع وقتك فيه ..
يوم لا ينفعك لا أهلك و لا أحبتك ..
يوم لا ينفعك سوا عملك الصالح .. و دعاء من أحبوك لينير قبرك ..
يومها لن يكون لديك غير رحمة الله تنجيك من ما حصدت في الدنيا ..
أأسف على اطالتي .. و أرجو أن يكون قد فهمتوا مغزى كلامي ..
لكم الحرية في التعليق
أو نشر الموضوع ..
و لكم الأجر في الدعاء .. ^^
تحياتي
~MxM~