كثير من الزوجات يقولن ..
“أنا أحب الدفء وأحب السكون، وأحب زوجي جداً . لكن كيف يمكن مناقشة مسألة تجاهل مشاعر الآخر في ضوء تبريراته المعتادة !”.
ولكنها، في المقابل، تتفهم طلب بعض الزوجات وتصفهن بالمستسلمات لعشرة عمر روتينية، أطاحت بالرومانسية التي يلمن بها من وقت إلى آخر: “لابد أنهن مشتاقات إلى خفقان القلوب بعدما صرن يشعرن بأزواجهن كإخوة لهن لا أكثر. هذا من شأنه أن يدفعهن إلى التفكير في رسم عالمهن الخاص جداً”.
ولأن زينة لا يرضيها أن تلجأ النساء مثلها بمصارحة رجالهن بعيداً عن غرف النوم، حتى تبقى الغرف مكاناً للمودة والعاطفة بين كل زوجين، وكي ينظر الأولاد إليهما بطبيعة واطمئنان، فهكذا لن تشتت أفكارهم ، فيتعكر صفو حياتهم ونشأتهم”.
د. عزة كريم الخبيرة في علم الاجتماع ترى أن هذا يعد سبيلا مفضياً للطلاق العاطفي، يوشك أن يتحوّل تدريجاً إلى بغض ثم هجر المضاجع، ولايكتفي الطرفان بهذا البعد، بل يتجاوز أحياناً كل الحدود المألوفة ويبتعدان عن بعضهما بعداً جغرافياً، مما يزيد المشكلة، وكأنها مرضاً مزمناً، أو تصفية حسابات، يتمنى الزوجان عبرها الطلاق الشرعي على خطورته، إذ برأيهما يبقى أسهل من الطلاق العاطفي، بما أن حياتهما على هذا النحو ميتة وهي عرفاً على قيد الحياة.
وتضيف: إن تكامل العلاقة بين الزوجين مهم في بناء الحياة السعيدة .. في الحياة العامة قد يكون من الأجدى للزوجين أن تختلف طبيعتهما كمًّا وكيفًا، وأن يكون التشابه فقط في الرغبات والاهتمامات؛ بحيث يتشابهان في هذا الجانب أو قد لا يتشابهان، بل يتم التنازل من قبل أحد الشريكين عن رغبة مخالفة نزولا عند رغبة الآخر، وهنا يكمن الانسجام.. تتنازل هي مرة ليتنازل هو مرات، كل ذلك في سبيل بناء التكامل في الحياة الزوجية.
(حصــــري)