عزيزاتي شفت كذا بنت تقول صدق الله العظيم بعد التسميع فحبيت أشارككهم بهذه الفتوى للشيخ بن باز رحمه الله
أحد السائلين يسأل:
السؤالإنني كثيرًا ما أسمع مَن يقول : إنَّ ( صدقَ الله العظيم ) عند الانتهاءِ مِن قراءةِ القرآن؛ بدعة . وقال بعضُ الناس : إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى : { قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا } . وكذلك قال لي بعض المثقفين : إنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أراد أن يوقِف القارئَ قال له : " حَسبُكَ " ، ولا يقول : صدق الله العظيم .
وسؤالي هو :
هل قَوْل ( صدق الله العظيم ) جائز عند الانتهاء مِن قراءة القرآن الكريم ؟ أرجو أن تتفضلوا بالتفصيل في هذا .
الاجابه على السؤال :
الجواباعتيادُ الناس أن يأتوا بقولهم : ( صدق الله العظيم ) عند الانتهاء مِن قراءةِ القرآن الكريم ؛ لا نعلم له أصلا ، ولا ينبغي اعتيادُه ، بل هو على القاعدة الشرعية مِن قبيل البدع إذا اعتقد أحدٌ أنه سُنَّة ؛ فينبغي تَرك ذلك ، وأن لا يُعتاد ذلك .
وأما الآية : { قُلْ صَدَقَ اللَّهُ } ؛ فليست في هذا الشأن ، وإنما أمَرَه الله أن يُبَيِّن لهم صِدقَ الله فيما بيَّنه في كتبه العظيمة مِن التوراة وغيرها ، وأنه صادقٌ فيما بيَّن لعباده في التوراة والإنجيل وسائر الكتبِ المنزلة ، كما أنه صادقٌ سبحانه فيما بيَّنه لعباده في كتابه العظيم القرآن .
ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن ، أو بعد قراءة آيات ، أو قراءة سورة ، وليس هذا ثابتًا ولا معروفـًا عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ، ولا عن صحابته – رضوان الله عليهم – .
ولمَّا قرأ ابن مسعود على النبي – صلى الله عليه وسلم – أول سورةِ النساء حتى بلغ قوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا } ؛ قال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : " حَسبُك " ، قال ابن مسعود فالتفتُّ إليه فإذا عيناه تذرفان – عليه الصلاة والسلام – ؛ أي : يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة ، وهو المذكور في هذه الآية العظيمة وهي قوله سبحانه : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ } أي : يا محمد ! { عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا } أي : على أمته – عليه الصلاة والسلام – .
المقصود : أن زيادة كلمة : ( صدق الله العظيم ) عند نهاية القراءة ؛ ليس لها أصل في الشرع .
فالمشروع تركُها تأسِّيًا بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه – رضي الله عنهم – .
أما إذا فعلها الإنسان بعضَ الأحيان مِن غير قصد ؛ فلا يَضُر ؛ فإن اللهَ صادقٌ في كلِّ شيء سبحانه وتعالى . لكن اعتياد ذلك بعد كل قراءة – كما يفعله كثيرٌ مِن الناس اليوم – ؛ ليس له أصلٌ – كما تقدم – .
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -، المجلد التاسع، أسئلة متفرقة والإجابة عنها] .
المفتي : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز