مشكلتي أنَّ زوجي ..
بقلم / عبدالعزيز محمد الحمادي
موجه أسري أول
وصلني سؤال على بريدي الالكتروني من إحدى الأخوات منذ ما يقارب السنتين فاستخرت الله وحرَّرت الرد عليه، فأحببت أن أنقل لكم السؤال والإجابة لما رأيت له من أهمية..
السؤال:
السلام عليكم: مشكلتي أن زوجي أقام علاقة مع امرأة أخرى، لا أدري ما العمل وكيف الخلاص؟؟؟؟ (تم إعادة صياغة السؤال)
الجواب:
أختي الفاضلة / أم …..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،،
قد قرأت رسالتك عدة مرات وأشكرك على ثقتك بنا وأسأل الله أن نكون عند حسن ظنك ..
بدايةً: أدعو الله لك بأن يشرح صدرك وييسر أمرك وأن يجعل لك من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ..
رسالتك مقتضبة جداً مما قد يعيقنا عن الاستشارة الدقيقة والنظرة الفاحصة في الأمر ..
فنحن بحاجة لمعلومات أخرى عن عدد سنوات الزواج وطبيعة علاقتكما وبعض المعلومات الأساسية عن الزوج وغيرها ..
لم تخبرينا الكثير عنك أو عنه، عن طبيعتِكما لنستطيع مساعدتك بشكل أوضح..
أتمنى أختي الفاضلة أن تكون هذه الرسالة والصورة أمر عابر من زوجك ، لكن هي أمر خطير يجب عليك بأن تعيريه اهتمامك خلال المرحلة المقبلة بأن تبذلي كل ما تستطيعين في سبيل انتشال زوجك من هذا المستنقع الخطير حتى لا تتطور الأمور بكل الوسائل المتاحة من نصيحة وكلمة طيبة وأسلوب حسن وببحثك عن الأسباب التي تدعو زوجك للوقوع في مثل هذا الأمر وهي بحاجة لشيء من الحكمة والصبر العظيم ولا أخفيك سراً بأنه ليست هناك حلول سحرية فورية
لمثل هذا الأمر ..
ولا أخفيك سرا أيضا أختي الفاضلة لي وقت وأنا أفكر في استشارتك؛ لأحاول البحث عن مكمن المشكلة، الذي يبدو أنك لم تصل له بعدُ..
هلاَّ تتوقَّفينَ قليلاً وتعيدين حساباتِك بنظرةٍ أُخرى:
حين نحاول أن نحل أي مشكلة لابد أن نسأل أنفسنا سؤالين هامين …هما
الأول : لماذا وقعت المشكلة …؟؟
الثاني : كيف نبدأ الحل ؟؟ وهذا يستلزم معرفة الأطراف التي بيدها الحل، وقد تكون هي التي تسببت بالمشكلة شعرت أو لم تشعر…
أختي الفاضلة/سأوجه لك هذا الخطاب لأنني أريد أن أوصله لك أنت قبل أن يصل إلى زوجك، فأرجوك أرعيني سمعك .
وقبل أن أبدأ سأطلب منكِ طلباً وهو سهل عليك جداً وذا تأثير قوي في حل هذه المشكلة …. أريدك أن تكوني صريحة جداً مع نفسك..
أختي الفاضلة/
تعالي لنتلمّس الجرح الذي أصاب هذه الأسرة ألا وهو جرح الخيانة … وياله من جرح غائر وبالتأكيد هو مؤلم وتكرهه النفس ..
أختي الكريمة/
لتسألي نفسك هذه الأسئلة المحددة والجريئة وقد اتفقنا على الصراحة المتناهية :
لماذا زوجي خانني ..؟؟
لماذا بحث عن غيري ..؟؟
ألست أنا شريكة عمره ، ومسراته وأحزانه ..؟؟
أليست علاقته بتلك المرأة محرمة شرعاً وعقلاً ..؟؟
أليست علاقتي معه حلال وراحة وانسجام ..ومعها قد يكون لهوى أو مال ؟؟
إن إجابات هذه الأسئلة معروفة لديك أنت حسب علمك وتفكيرك – كأنثى – …. لكن ألم تسألي نفسك … هل إجابات هذه الأسئلة بالنسبة لزوجي هي نفس الإجابات التي أعرف…!!!!!
أختي الكريمة/
من وجهة نظري أن المسبب لهذه المشكلة هو أحد ثلاثة أطراف أو بعضها…أو كلها
الأول : الزوج
الثاني : الزوجة – التي هي أنت – …!!!
الثالث : البيئة الخارجية كتلك الخائنة والأصدقاء والإعلام والفتن و……..
نعم إن الزوج له يد كبيرة في تلك الجريمة …. ولا ننكر ذلك وخاصة إذا اجتمع معها ضعف إيمان وتعرّضٌ للفتن وإتباع للهوى و… وكذلك البيئة الخارجية تؤثر فالفضائيات تبث السموم والعاهرات من البنات تساعد على الجريمة وكذلك بعض الأصدقاء و…
أختي الفاضلة/
آلمتني استِشارتُك بِحقّ.. آلَمتني عليك، وأقدِّر ما تُعانينَه، وما تَعْنيه هذه المعاناة للمرأة.. آلمتني على شبابِنا الذين صارت الأهواء تُسيِّرُهم، والشهوات تحاصرهم من كل جانب!
الخيانة صارت شبحًا يُلاحِق الكثيرات لينغِّص حياتَهن، ويهدم بيوتهن، ويقتل أحلامهن!
الزواج شرعه الله ليعفَّ به الزوجان عن الحرام، فهذا هو أهمُّ مقصد من الزَّواج ورغم ذلك لا يتحقق، ولا يكفي الرجل فيمتِّع نفسه بما لا يحق له..!
لكننا حقًّا نحتاج لوقفة هنا..
ما المشكلة؟ هل أُجبِرَ على الزواج بِمَن لا تناسبُه؟ وهل وهل …الخ
البحث عن الأسباب سيساعِدك كثيرًا لوضع الحلول لها..
لا شكَّ أنَّ هذا ابتلاءٌ، ليس لك فحسب.. بل له قبلَك أيضًا!
كونك تحبِّينَه فهذا يسهل العمَليَّة بقَدر مرارتِها..
فحبُّك له يَجعَلك تَتألَّمِين أكثَر لفَقدِه، وقَبلَ فَقدِه تتألَّمين من معصيته ومن بُعدِه عن مراقبة الله.
تَحتاجِين،أن تكونِي قوية.. أن تتركي دور الزوجة الباكيَة لتتحوَّلِي لزَوجَة محبَّة مكافِحَة.. تجاهِدُ لتستعيد زوجها وتخوض التَّحدي الصعب بقوة!
أنت الأقرب لزوجك والأقدَر على فَهمِه مِن أيِّ إنسانٍ آخر، ركِّزي لفَهمِه.. ما الذي يَجدُه لدَيهن ويفقدُه لَدَيْك؟
اصبِري، وكوني قويَّة.. ابحثي عن كل الطرق التي تصلين بها لقلبه دون لومِه!!
وإياكِ والضَّغطَ عليه؛ فالمشاعر لا تُستَجدَى، لكنها تُكسَب بالحب..!
كوني صادقة مع نفسك وفكّري بما تحتاجين أن تدرِّبي نفسك عليه؛ لتصلي لقلب زوجك وروحه..!
حبُّك لزوجك يكون دافعًا لأن تدعِي له الله أن ينجيَه من معصيَتِه، ذكريه بالله واربطِيه به كلما استطعتِ.. انظري له كشخص ضعيف ويحتاج يدًا قوية تنتشله من غمار المعصية والخيانة ليعود لأسرته!!
تَفنَّنِي بكسبه بكل الطّرق..
لن يكون الأمر سهلاً، لكن باحتِساب الأجر والثِّقة بالله أولاً، ثُمَّ الاهتِمام بقوَّتك وتعزيز ثقتك، وقدرتك على ضبط مشاعرك وتوجيهها لتكون بصالحك لا العكس..
تذكري قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:" ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب أحدثه أحدهما" فكم والله للمعصية من أثر على حياتكما الزوجية؟؟!!!
انتبهي ألا يكون ارتباطُك يعني أن يقودَك للغرق مع غرقِه هو، بالعكس: أنت الآن التي تقفِين على الشاطئ وهو مَن يغرَق، فاجعَلي تَركيزَك: كيفَ تُثبِّتِين قدَمَك لتنقذيه؟!
ولا تنسَي أثر القرب من الله والتضرع له بالثلث الأخير من الليل..!
اجلسي مع نفسك وضعي أهدافك وأوضحي الطريق أمامك ولا تغفلي عن مصارحتك لنفسك فأنت أعلم بنفسك من غيرك…
لكن أريدك أختي الفاضلة أن تحاولي تهدئة الأمور مع الزوج خاصة مع ما لمسته منك من حرصك على بيتك فلا نريد أن يتهور الزوج لسبب أو لآخر فيقع ما لا تحمد عقباه ..
أنت أختي الفاضلة بحاجة لشيء من الهدوء والتفكير بجدية للخروج من المأزق التي أنتي به بشيء من الحكمة والتعقل أظنك ستصلين بإذن الله لشيء من الاستقرار ..
أنصحك بضبط النفس خاصة في هذه الفترة الأولية لحين مرور العاصفة وبعدها ستتضح الرؤية أمامك أكثر ..
وإذا تأزمت الأمور فأنصحك بمراجعة أحد مكاتب التوجيه والإصلاح الأسري المنتشرة بالدولة ففيها بإذن الله الخير الكثير لك ..
هذه إشارة مني لك أختي الفاضلة على عجالة سريعة أرجو أن تكون قد أنارت لك شيئا مما كنت تبتغين ..
وفَّقك الله، ويَسَّر أمرَكِ، وأصلحَ حالك، وفي انتظار أن تُبشِّرينا بأخبارك السَّارَّةِ، وأنَّ الأمورَ قد تَبدَّلتْ وتَحسَّنتْ بفضل الله.
وبالتأكيد لا تنسي أثر الاستخارة في أمرك، فالله أعلم بمكمن الخير، وازني أمورك، وحينما تهمين بقرار، ارجعي إلى الله في أمرك فاستخيريه، والتجئي إلى الله بالدعاء في الثلث الأخير من الليل بأن الله يمن على زوجك بالهداية فإنه باب عظيم غفل عنه الكثير وأبشري بالخير من الله ..
الموجه الأسري بمحاكم دبي
عبدالعزيز محمد الحمادي
انسان رائع جدا جدا
ماعرفه شخصيا لكن تعاملت معاه ورغم اشغاله و بصفته موجه اسري ف المحكمه يعني شوفو الضغط عليه كيف
لكنه كلمني و عطاني رايه و اقنعني بكلامه ماشاء الله عليه
.. وطبعا على المواقف اللي تصير ف حياتنا و الخيانه اللي منتشره بنسبه كبيره جدا جدا
ف الحرمه لازم تلاقي حل لان الطلاق ابدا مايحل المشكله خصووصا اذا كان في اطفال