هذه بعض الخطوات العملية التي يمكن لك ان تعملي بها لتحلي هذه المشكلة- مشكلة الإسراف عند الأبناء:
سؤال الإبن فيما يريد المال وهل المبلغ يناسب فعلًا الشيء الذي يود شراءها، مناقشة الطفل في المبلغ اذا كان يستحق فعلًا ممكن أن يصل لنتيجة يتنازل بها الطفل عن حاجته لإدراكه أن المبلغ أكبر من قيمة الشيء الذي يود شراءه.
تعليم الطفل في التنازل عن بعض ما يشتهيه لنفسه ليساهم في بعض ماله من أجل الفقراء والمساكين والمحتاجين والمشاريع التعميرية والإصلاحية. وتكون الضرورة واجبة في حق أهل فلسطين من باب إنساني وديني. لذا قومي بشراء حصالة او اعملي اشتراك لأبنائك بمسابقة صندوق طفل الأقصى وعلميه أن يضع جزءا من ماله كل أسبوع ثم اذا فعل شجعيه ليفعل بوتيرة أكثر حتى يحب الصدقة بقلبه وعقله وروحه.
اكتبي هذه الجملة التي قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه لابنه: "أوَ كلما اشتهيت اشتريت؟!" . وعلقيها في مكان بارز دون أن تناقشي فيه الأبناء حتى تثير هذه الجملة مجموعة اسئلة في عقولهم وليسألوك انت عنها. وأوضحي لهم أنها للعائلة جميعًا وليست لهم بمفردهم. أخبريهم أنك أنت أيضًا تشتهين جلبابًا معينًا لكنك لما قرأت هذه الجملة امتنعت لمجاهدة نفسك في صرف المال بشيء أحق. كونك قدوة لهم فإن ذلك يعلمهم الكثير.
شاركي أبناءك الميزانية واجلسي وحبذا لو كان مع زوجك لوضع ميزانية العائلة لكل شهر، مشاركة الأبناء في الوضع المادي للعائلة يجعلهم بمستوى المسؤولية. فلو علم الإبن أن على ابيه دين يجب تسديده كل شهر لعرف أنه يجب أن يختصر من مصروفه ليساعده. وكذلك عندما توضع جميع الالتزامات المادية امام الأبناء مثل فواتير الماء والكهرباء والهاتف والتعليم والأكل ..إلى آخره. يشعر الأبناء أن هناك كم كبير فعلًا من الالتزامات تحتاج للسداد وان كل ما يرونه في البيت لا يأتي بسهولة ويكلف الكثير وليس القليل كما يشعرون هم!!
تعليم الأبناء أن يطوروا مهاراتهم حتى يكونوا على قدر من المعرفة للتوجه للعمل حتى لو كان الجزئي دون أن يساهم ذلك في تراجعهم في تعليمهم والإثقال عليهم. أعمال بسيطة قد تطلبين عاملًا للقيام بها أو خادمة ممكن أن يقوم بها أبناءك مثل:
تنظيف البيت، ترتيب وتنظيف ساحة البيت، تنظيف الحديقة ورعايتها، غسل الأطباق وغيرها. وتقومي أنت بإعطاء الإبن الذي يساعدك بشكل غير دائم مقابل مادي حتى يشعر بقيمة المال حين يكون بين يديه هو ويملك حق التصرف به. سيشعر حينها أنه لا يريد أن يشتري اللعبة التي يريد لأنه يراها غالية الثمن، وأنها أي ابنتك لا تريد أن تشتري حقيبة جديدة لنفس السبب.
قصص القصص عليهم من حين لآخر للإقتداء بالصحابة والتابعين مثل قصة عبد الله بن المبارك الذي كان في طريقه إلى الحج رضي الله عنه ثم رأى طفلة تأكل من القمامة لفقرها وضيق حالها فأخذ ما معه من مال ووهبه لها حتى تأمن مستقبلها ولا تعود لمثل حالها. مثل هذه النماذج بحاجة إلى أن نحث أبناءنا على أن يكونوا مثلهم أو يقاربوا منهم ونكون نحن قبلهم خير خلف لخير سلف.
قومي مع أبنائك بجمع القطع المعدنية قليلة القيمة، ثم اذهبي معهم إلى البنك واطلبي منهم أن يصرفوها لكِ. سيشعر ابناءك حينها فقط بقيمة القطعة الصغيرة.
حثيهم على الإحتفاظ بجزء من عيديهم وهداياهم المالية التي حصلوا عليها من أصدقائهم وأقاربهم وضعيها لهم في حساباتهم للتوفير. شجعيهم من خلال اخبارهم بشكل متواصل كم أصبح عندهم من المال. هذا يعزز قناعتهم ويزيد حماسهم لاستثماره لأجل مستقبلهم.
اذا كانت حالتك المادية جيدة جدًا، لا تجعلي أبنائك يعيشون في حياة مادية مرفهة دائمًا، بل اصرفي معهم وعيشي بحدود المعقول دون إفراط أو تفريط. حتى لا يشعر الأولاد بتعالي ولا يحصل تناقض بين محاولتك لحدهم من الإسراف وبين معيشتهم المرفهة.
مقارنة الأسعار مع المنتوجات الأخرى ذات نفس الجودة بأسعار أقل مع الأبناء تساهم في توسيع مداركهم إلى أننا كزبائن ممكن أن نستثمر هذا التنافس بين الشركات لصالحنا وعدم ترك الربح على عاتقنا لمجرد أن الشركة تحمل اسماً مهمًا في عالم الأعمال.