قالت إحداهن:
أنا لا أكوى له ملابسه أليست له يد ليكوي بها؟
وإن كان لا يعرف،
فليرسلها إلى إحدى محلات الكي المخصصة لهذا الغرض.
أمسح له الحذاء
هذا مستحيل!!
وهل أنا خادمته أليس عندي كرامة؟
وقالت الثالثة:
‘كل شيء على رأسي في هذا البيت
وكنت مرتاحة من هذه الهموم
ومن هذا الزوج المتعب كثير الطلبات،
وهو لا يحب راحتي’.
عزيزتي الزوجة المسلمة…
أكتب إليك وأنا امرأة مثلك متزوجة
وأشعر في بعض الأحيان بما تشعر به النساء
من الضجر والحنق على أعمال البيت
وطلبات الزوج والأولاد,
ولكن تعالي معي لنقف وقفة صادقة مع هذه الآية العظيمة
من آيات القرآن الكريمة الذي أنزل من لدن حكيم عليم:
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}[النساء: 34].
نتلمس عزيزتي المرأة المسلمة في هذه الآية
جناحي السعادة الزوجية
القنوت وحفظ الغيب
قد نبعا من الصالحات من النساء دون غيرهن.
{قَانِتَاتٌ}
صفة يرغبها الزوج في الزوجة وهو حاضر.
{حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}
صفة يطلبها الزوج وهو غائب.
وبهما تهنأ حياة الأزواج
وتنعم الأسر والمجتمعات
وفي هذا المقام نتحدث عن
الجناح الأول للسعادة الزوجية ‘القنوت’
وفي مقام آخر نتحدث عن
الجناح الثاني للسعادة الزوجة ‘حفظ الغيب‘.
فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ
عزيزتي الزوجة المسلمة
‘ فالصالحات‘ من النساء ‘ قانتات‘
قال ابن عباس وغير واحد:
يعني مطيعات لأزواجهن
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
‘خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك
وإذا أمرتها أطاعتك
وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك’.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
‘ إذا صلت المرأة خمسها
وصامت شهرها
وحفظت فرجها
وأطاعت زوجها
قيل لها:
ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت’.
فالقَانِتَاتٌ
هن المطيعات لله
القائمات بحقوق الأزواج
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَات}
إن من طبيعة المرأة المؤمنة الصالحة
ومن صفتها الملازمة لها بحكم إيمانها وصلاحها
أن تكون قانتة مطيعة.
إشارة بليغة وتأمل بديع:
والقنوت:
الطاعة عن إرادة وتوجه ورغبة ومحبة،
لا عن قسر وإرغام وتفلت ومغالظة،
في ميزان حسناتج