تاريخ النشر: الأحد 24 أكتوبر 2024
فداء طه
يثير موضوع دخول المطبخ جدلا بين الرجال والنساء على حدّ سواء، فمن النساء من تعتقده عيبا كبيرا، وسلوكا ترفضه العادات والتقاليد الشرقية، كما أنه يؤشر على ضعف شخصية الرجل، فيما ترى نسبة كبيرة من النساء، ولا سيما العاملات، بأنه قد أصبح لزاما على الرجل دخول المطبخ للمساعدة بما أن المرأة قد خرجت للعمل هي أيضا بغية المساعدة. لكنهن يخشين الفوضى التي يحدثها عند دخوله المطبخ.
كوب شاي
تعرف المرأة مفردات التعامل مع أدوات المطبخ، وهي طبيعة فطرت عليها وتعلمتها بفعل الممارسة اليومية، ولذلك لم يعد التعامل معها أمرا غريبا، بينما يحتاج الرجل إلى معجزة كي يتفاهم مع مركّبات وتفاصيل ولغة الصحون والطناجر والأفران لأنها لم يعتد عليها.
وتقول سعاد عمر «كلما دخل زوجي إلى المطبخ اشتكت منه كل أركانه وأصبحت جنباته تصيح من الفوضى العارمة التي عمّت في المكان». لكنها، رغم ذلك، تختلق له الأعذار لتصفح عنه، بقولها إنه يدخل المطبخ بغرض المساعدة، وهو أمر يحمل حسن النية في داخله. وتتوصل سعاد إلى قرار بأنها ليست بحاجة إلى مساعدة زوجها في المطبخ.
من جهتها، تشير إيناس العيسوي إلى أن صنع كوب من الشاي كفيل عند زوجها بقلب موازين المطبخ رأسا على عقب. وتقول «مع أن زوجي ليس من الرجال المحبين لدخول المطبخ وهو في الحقيقة لا يدخله كثيرا، لكنه إذا دخله مرة واحدة في الشهر تسبب ذلك في حدوث مشكلة بيني وبينه يستمر صداها لأيام»، مؤكدة أن المرأة التي تنادي بضرورة دخول الرجل إلى المطبخ إلى جانب زوجته، قد تندم لأن هذا الأمر سيقود إلى مشاكل وخلافات تفضي إلى عواقب وخيمة.
خلافات كبيرة
المشكلة تبدو أكبر عند وفاء عبد الحكيم، التي تقول إن زوجها يحب دخول المطبخ على الدوام لإعداد الحلويات، فيما لا يبدو مستعدا للمعاونة في التنظيف، أو حتى غسل طبق واحد كان استخدمه، وهي مشكلة ممتدة منذ سنوات الزواج الأولى وحتى بعد مرور 10 سنوات عليه، وكثيرا ما تقود إلى خلافات كبيرة بينهما.
وتضيف ضاحكة «الأمر الوحيد الذي يجعلني أصبر على هذه الفوضى هو أن الحلويات التي يعدها لذيذة، ولا نستطيع الاستغناء عنها في المنزل سواء أنا أو الأولاد، علما بأنني كثيرا ما حاولت إقناع زوجي باتباع طرق أكثر ترتيبا وتنظيما عند إعداد الحلويات بحيث يقلل من الفوضى التي يخلفها في أنحاء المطبخ لكنها لم تغير شيئا».
ويبدو أن شكوى النساء من دخول الزوج إلى المطبخ بهدف المعاونة تتناقلها الأجيال، حيث تقول رضية السباك، التي تبلغ من العمر 62 عاما، «ناقوس الخطر يدق في بيتي عند دخول زوجي السبعيني إلى المطبخ»، مؤكدة أن بناتها يعانين مع أزواجهن من ذات المشكلة، وكذلك الأمر بالنسبة لزوجات أبنائها، ولذلك فإنهن يقترحن إنشاء مبادرة نسائية تحمل عنوان «أيها الرجل ابتعد عن المطبخ».
تجارب الرجال
لبعض الرجال رأي مخالف لما تقوله نساء حول تجربة دخول المطبخ. إلى ذلك، يرى يوسف الربيع أنه أكثر تنظيما وترتيبا عند دخوله المطبخ من أي امرأة في الكون. ويقول «كان عمري 18 عاما حين تغربت عن أهلي ووطني للدراسة في أوكرانيا فتحمّلت كافة مسؤولياتي تجاه الطبخ والغسيل والتنظيف وكل أعمال المنزل في تلك الفترة، ومنذ ذلك الحين أصبحت علاقتي بالمطبخ علاقة مميزة، ولا أعتقد أن هذه العلاقة تراجعت حتى بعد الزواج، بل على العكس فأنا أساعد زوجتي في الكثير من أعمال المطبخ بصورة منظمة وفي بعض الأحيان، تكون هي خارج المنزل فأدخل المطبخ لأعد الطعام وأنظف الأطباق والطناجر وهي تشهد دائما بأنني أكثر منها تنظيما»، لافتا إلى أنه اعتاد وجود معاونين له في المطعم يقومون بعملية الترتيب والتنظيف.
من جانبه، يؤكد الشيف صبحي موسى، الذي يعمل في أحد المطاعم الكبرى بأبوظبي، أنه يحب دخول المطبخ في البيت أيام إجازته الأسبوعية لمعاونة زوجته، لكنه لا يحب تنظيف الأطباق، وهو ما يجعله يتعاطف ويصدّق المرأة حين تشكو من أن الرجال يشيعون الفوضى في أركان المطبخ، وأن من حقها توجيه الانتقادات للرجال في هذا الصدد.
اقرأ المزيد : رجال يقلبون موازين المطبخ ويحولونه إلى «منطقة طوارئ» – جريدة الاتحاد https://www.alittihad.ae/details.php?…#ixzz13GGN8xOt