تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ربوا أبناءكم على هذه اللطائف الإيمانية للسياحة

ربوا أبناءكم على هذه اللطائف الإيمانية للسياحة

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فهذه لطائف إيمانية مهم جدا أن تغرس في قلوب أبنائنا من الصغر -وفي قلوبنا قبلهم- حتى ترسخ الأقدام في العبودية وفي تحقيق التوحيد لربِّ البرية.
ولكن لابد أن نتنبه أن كل هذا العلم في جانب التربية لن ينفعنا إن لم نحسن التوكل على الله، فلابد من التوكل على الوكيل في تربيتهم وتفويضه إياها والإكثار من الدعاء،، ولنبشر ما دامنا على الخير فإن الله قال في حق الشريكين : ((أنا ثالث الشريكين، ما لم يَخُن أحدهما صاحبه. فإن خانه خرجت من بينهما)) [رواه أبو داود] فكيف بالزوجين! هما أعظم شريكين، فلو اتقى الزوجين ربهما وتوكلا على الله وفوضا أمر التربية لله فلن يخذلا بوعده -سبحانه- ((ومن أصدق من الله قيلا)).
أسأل الله الكريم أن يكرمني بالانتفاع بما كتبت وأن يتقبله مني بقبول حسن. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.. آمين.


-إذا أردت أن يكون هم ابنك رؤية الله: فحثه من صغره على الطاعات داعيا له بصوت مسموع بأن يثيبه الله عليها رؤيتَه والجنة. فلا تكتفي بترغيبه في الجنة بل دائما عظِّم أمر رؤية الله وأنها أعظم ما في الجنة، وأنك إذا عملتَ صالحا ستنال بإذن الله رؤيته في الجنة.

-علمه أن المقصود هو التقوى. اربط دائما في تعليمك له أيَّ حكم من أحكام الشريع –سواء الفقهية أو العقدية أو الخلقية- بأن الغاية من تعلُّمه هذا الحكم هو العمل به من أجل نيل التقوى؛ أي من أجل أن يتقي النار وسخط الجبار.

-اغرس في نفسه محبة الدعاء، فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد.
وذلك بأن تكون قدوة له أولا، بحيث تجعله يراك كثير الدعاء في كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتك.فاجعله يسمعك تدعو دعاء الاستيقاظ من النوم وأذكار الصباح والمساء والأذكار المتنوعة في الأحوال المختلفة سائر اليوم.
[وهنا أذكر لكم موقفا نافعا بإذن الله: أعرف أناسا فتح الله عليهم باب الدعاء والتوكل في كل صغير وكبير في حياتهم، حتى إنني تعجّبتُ من حالهم في كثرة الدعاء، رأيتهم يدعون الله أمورا لم يخطر ببالي سؤال الله فيها، ولكن الناس مراتب في تعلق قلوبهم بالله، فإنهم يدعون الله ويتوكلون عليه في كل صغير وكبير، حتى إنهم قالوا لي يوما يحثونني على التوكل والدعاء: "إنني عندما أكون في الطريق إلى منزلي وأكون جائعة والوقت وقت الغداء والمفترض أن أمي تكون أعدت الطعام في المنزل، فإنني لابد ألا أثق إلا بالله أنه هو الرزاق، فينبغي أن أتوكل عليه وأسأله باسمه الرزاق أن يرزقني وأن يسخر لي أمي تعد لي طعاما طيبا ينفعني ويسد جوعي" وسبحان الله! هؤلاء ممن تعلقت قلوبهم بالله في كل لحظة من حياتهم نجد أن أنهم متى ما قصَّروا في الدعاء لحظة واحدة فإن الله يصرف عنهم ما أرادوا حتى يدْعوه ومن ثم يأتي لهم بالخير مضاعف،، فسبحان ربي يربي عباده تربية خاصة ويقربهم إليه بألطافه وحكمته دوما. أما المقصِّرين فإنهم تأتيهم الدنيا بأيسر ما يكون بدون دعاء في الغالب. وليس هذا كذاك. بل هم درجات عند الله].
واعلم أن في ارتباطك بالدعاء في كل أحوالك وإظهارك ذلك لأبنائك أن في هذا أيضا غرسا للتوحيد في قلوبهم وسببا قويا بإذن الله في تعليق قلوبهم بالله في كل شئونهم.
ثانيا: بأن تعلمه –متى ما عقل- فضل الدعاء وآثاره، وتحفظه أدعية الكتاب والسنة، وتحثه على استغلال ساعات الإجابة عن طريق تهييئ الأسرة أجواء الهدوء والروحانية في ساعات الإجابة كالوقت بين الأذان والإقامة ويوم الجمعة وغيرها..


– ربِّ ابنك على الافتقار لله والذل له، ذكِّره دوما بهذه الآية وحفِّظه إياها: ((ربِّ إنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير))، خاصة إن كان متميِّزا صاحب قدراتٍ طيبة، وذلك حتى تعلِّمه أن ما به من نعمةٍ فمن الله وحده، وأنه سيظل دوما فقيرا لربه مفتقرا إليه أن يبارك له فيما رزقه ومفتقرا إليه في أن يوفقه للانتفاع بهذه النعم في الدنيا والآخرة.


-علِّمه التصديق بوعود الله. اذكر له قصص الأنبياء والسلف الصالح وتحقق وعود الله لهم بالنصر والجنة، و حفِّظه قوله –تعالى-: ((وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) [النساء: 122] وقل له بعدها: فإياك ألا تثق بوعد الله فوعد الله حق لا يقبل أن يُشك في تحققه، فإذا سمعتَ مثلا قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: ((ما استُودِع الله شيئا إلا حَفِظَه)) فثق بوعد الله فلن يضيع ما حفظته عند الحفيظ. وفي قوله –تعالى-: ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) ثق بأنك ما إن توكلت عليه وحده ولم يلتفت قلبك إلى غيره فإنه حسبك وسينجز وعده وهو نعم الوكيل. واسرد له وعود الله المترتبة على الأدعية الواردة في الأحوال المتنوعة كأدعية الهم والحزن والخوف من العدو ..إلخ .

-ربِّ ابنك على الامتثال لنصوص الشرع مباشرة. حفِّظه قول الله –تعالى-: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا )) [الأحزاب: 36]، وعلِّمه أن هذا أدب واجب مع الله، فقل مباشرة: سمعنا وأطعنا، ولا تسأل عن الحكمة فالواجب السؤال عن الحُكم مع الدليل لا الحكمة والتعليل؛ فإن الله ((لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)) [الأنبياء:23]، واسمعه نصوص الشرع دوما وإن كانت كبيرة على فهمه؛ ذلك كي يألفها، واذكر له مواقف الصحابة من النصوص في سرعة امتثالهم، كموقفهم في تحريم شرب الخمر، وفرض الحجاب…إلخ.
*وهذان حديثان عظيمان وقفتُ عليهما يتجلى فيهما أيضا سرعة امتثال الصحابة لأوامر الشرع:
1-جاء عن جابر –رضي الله عنه- أنه جاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- وقال له: (اعهد إليّ)، قال –صلى الله عليه وسلم-: ((لا تسبَّن أحدا)) قال جابر: فما سببتُ بعد ذلك حرا ولا عبدا ولا بعيرًا) [صحيح الترغيب والترهيب2782]

2-عن أنس : كنت جالسا ورجل عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه )) . قال أنس : فخرجت أنا والرجل إلى السوق فإذا سلعة تباع فساومته ، فقال : بثلاثين ، فنظر الرجل فقال : قد أخذتها بأربعين ، فقال صاحبها : ما يحملك على هذا وأنا أعطيكها بأقل من هذا ؟ ثم نظر أيضا فقال : قد أخذتها بخمسين ، فقال صاحبها : ما يحملك على هذا وأنا أعطيكها بأقل من هذا ؟ قال : إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ، وأنا أرى أنه صالح بخمسين [في الصحيح طرف منه عن أنس وحده . رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح].
– اجعله يحمل هم نصرة التوحيد. قل له دوما أريدك أن تكون ممن اصطفاهم الله لنصرة التوحيد، وذكِّره بإمام الحنفاء إبراهيم –عليه السلام- الذي اختاره الله للإمامة (( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا )) وأن ذلك لا يتحقق إلا بعد صدق العبد مع ربه وامتثال أمره؛ كما أخبر الله بذلك: ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ))وبعدما أتمهنّ قال –سبحانه-: (( قال إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا )).

ويتطلب ذلك أمران:

أولا: تعريفه بربه؛ليحبه ويعظمه في نفسه. ويتأتى ذلك بتدريسه باب الأسماء والصفات بطريقة نظرية وعملية.
فأما التدريس النظري للأسماء والصفات يسير –ولله الحمد-.
وأما التدريس العملي لأسماء الله وصفاته -وهذا هو الأهم والأعظم أثرا- يقتضي تركيز الوالدين في غرس معاني أسماء الله وصفاته في أحوال الحياة المختلفة.

أمثلة ذلك:
1-أن تذكِّر ابنك حال وقوعه في الخطأ أن الله بصير سميع مقيت يرأى ويسمع كل شيء، فلابد من الحذر ومراقبة الله وعدم الوقوع في الذنوب فإنها تُحصى علينا، وعاقبتها سيئة. وإذا فعل حسنة تبشره بأن الله كريم جواد محسن سيكرمه ويحسن إليه ويجزيه الجزاء الحسن. وأن تنبهه إلى ضرورة التوكل عليه في جميع الأمور فهو الوكيل الكافي.. وهكذا.

2- توجيه الطفل إلى التعبد بهذه الأسماء، بأن توجهه لسؤال الله بأسمائه الحسنى في الأحوال المختلفة، كسؤال الله باسمه الرزاق أن يرزقه ما أراد من خيري الدنيا والآخرة، واسم الفتاح أن يفتح عليه مغاليق الأمور، واسمه الكريم أن يكرمه بما أراد من خيري الدنيا والآخرة، وباسمه الكافي أن يكفيه ما أهمه..وغيرها من المعاني التي تتضمنها الأسماء، كل حال يسأل فيه ربه بالاسم المناسب له.

3-توجيه الطفل إلى التأمل في أفعال الله ، سواء التي تقع عليه أو على غيره، فلا تجعل حدثا يمر من خير أو شر إلا وتوجهه إلى ألطاف الله فيه والدروس التي لابد أن نتبصرها من خلاله. فعند وقوع الشدائد مثلا يُخبَر الطفل بأن الرب عادل، وأن ما أصاب العبد من مصيبة فبسبب ذنوبه؛ ولذا قال علي –رضي الله عنه-: ((لا يرجون عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه)).

4-توجيهه إلى التأمل دوما في خلقه وفي جميع المخلوقات حوله، فإن ذلك يورثه التفكر في عِظَم الرب وفقه أسماء الله الدالة على العظمة والكبرياء، مما يورثه الخوف من الله -بإذن الله-، كما أن التأمل في جمال المخلوقات الجميلة تورث محبة الجميل المبدع، فالنفس مجبولة على محبة الجمال والرب هو الجميل البديع الذي خلق كل جمال في الكون.

ثانيا: تدريسه أنواع التوحيد وأفراده. وكتاب التوحيد من أنفع الكتب توضيحا كما هو معلوم لكل أحد، فلو يُجعَل للأبناء درسا أسبوعيا لتدريسهم التوحيد منه، فإن هذا من أهم واجبات الوالدين نحو أبنائهم.
وفي أثناء قيامك بتعليق قلب طفلك بالله وتعليمه كيف يحقق لله التوحيد، عليك بعرض سير السلف الصالح وما بذلوه من أجل نصرة التوحيد؛ لتشحذ همته وتجعلهم أمام مخيلته دوما يحاول الاقتداء بهم.
ونبهه إلى ضرورة نصرة التوحيد أولا في عشيرتك المقربين ((وأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين)) [الشعراء:114] ، فأولى الناس بالإحسان أهلك وعشيرتك، فهم أمانة تسأل عنها يوم الدين.
وأولا وأخيرا.. عليك بالدعاء له وبحثه دوما على الإلحاح على الله بالدعاء أن يجعله من أنصار التوحيد وألا يحرمه هذا الفضل. ومَن طَرَقَ باب الكريم فسيكرمه.
جعله يوجه محامد الله للآخرة. بحيث يدعو مثلا بأدعية الكرب: ((لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم))، (الله الله ربي لا أشرك به شيئا))، وغيرها من الأدعية الواردة في الكتاب والسنة والتي تزيل الهم والكُرَب، وجِّه إلى أن يدعو الله بها للنجاة من كربات الآخرة من أول منازلها: القبر إلى أن يدخل الجنة بإذن الله وكرمه. وألا يقتصر بالدعاء بها للنجاة من كربات الدنيا فقط.

مثال آخر:
عند قراءة قوله –تعالى-: ((إنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) [يس:82] وجّهه أن يسأل الله بقدرته وكلماته التامات النافذات أن ينجيه من النار ويدخله الفردوس الأعلى بلا حساب ولا عذاب.
-احرص على تحفيظ ابنك كتاب الله. وعلّمه إذا قرأ القرآن أن ينوي هذه النيات:
1-طلب الهداية من آياته العظيمة.
2-طلب فضائل القرآن عموما، وخاصة شفاعته، وأن أكون من أهله الذين هم أهل الله وخاصته.
3-طلب الاستشفاء من الأمراض البدنية والقلبية.
وعلمه أن يكثر من الدعاء المأثور:
((اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا)) قال: فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: ((بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها)). [رواه أحمد وهو صحيح.السلسلة الصحيحة/1 ] وأخبره بأنّ الفتاح إن فتح عليه تدبر كتابه والانتفاع به فلن يعرف الهم والغم استقرارا بقلبه بوعد من الله.
وعلمه أنه ليتأتى ذلك له لابد من التفكر والتأمل في آيات القرآن وصفات الرب الواردة فيه وحكيم أفعاله، وسؤاله كل خير ورد فيه؛ من صفات المؤمنين والجنة وغيرها من الخيرات، وطلب النجاة من كل شر ذُكِرَ فيه، من حال الكفار والمنافقين وصفاتهم والنار وغيرها من الشرور.
-ربِّ ابنك على الصبر. أعلِمه بفضل الصبر وأنواعه وعاقبته، وحفِّظه قول الله –تعالى-:

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [أآل عمران: 200].
استغل عبادة الصيام لتدريبه على الصبر لوجه الله من صغره، بعد ترغيبه في الصيام بذكر فضائله. واذكر له صبر السلف الصالح وعاقب صبرهم.
وأخبره أن الصبر ساق إيمان المؤمن الذي لا اعتماد له إلا عليها , فلا إيمان لمن لا صبر له وإن كان فإيمان قليل في غاية الضعف وصاحبه يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به ، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة –نسأل الله العافية-.
وحثه على الإكثار من سؤال الله الصبر، وأخبره بأنه الصبر مقدور على جلبه بإذن الله فثق بموعود الله حيث قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((ومن يتصبر يصبره الله)) [رواه البخاري ومسلم].
وأخبره أنه لابد أن يصمد عند الشدائد ويتذكر في أثنائها –وليس بعدها-قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: ((واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب)) وأن يفكر في الشدة العظيمة التي ستقابله عند الموت وما بعده، فمن يتصبر لوجه الله في الدنيا ويذكر الله في الرخاء يذكره -سبحانه- في الشدة.

-ربه أن يكون شكّارا. وذلك بأن تقوي إحساسه بكل النعم التي حباه الله بها دقيقها وجليلها.، وتوجهه إلى وجوب شكرها.

-علِّمه أن يستشعر دوما أنه محاطٌ بظلمات كثيرة وفتنٍ خطيرة وأنه لابد أن يفتقر إلى الله في الخروج من هذه الظلمات إلى النور، وأن الطريق للنجاة هو تحقيق الإيمان بجميع أركانه، فإن الله ولي الذين آمنوا ((اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُر)) [البقرة:257]. فإن استشعار العبد بأنه محاط بالظلمات ذلك يجعله شديد الخوف والرجاء والافتقار لله للنجاة.
-اغرس في قلبه محبة حمد الله والثناء عليه. وذلك بتحفيظه ما ورد في القرآن والسنة من المحامد والثناء، ووجهه أن يكثر من دعاء الله أن يفتح عليه من المحامد ما يحب ويرضا.
-رغِّبه في أن يموت شهيدا في سبيل الله. أبلغه حديث النبي –صلى الله عليه وسلم- : ((من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه ))[ رواه مسلم ]، فحثه على التزام سؤالها الله، وقص عليه قصص الشهداء من السلف الصالح، وأخبره بفضل الشهادة ومنزلة الشهداء.

من الجميل أن تغرس في قلب ابنك حب الطاعة لأنها حق الله علينا، وليس فقط لأنها سبيل النجاة.
-ربِّه أن يكون قويا في الحق حكيما، بأن لا تأخذه في الله لومة لائم، وألا يحمل هما لذم الناس مادام على الحق وإنما يجعل الهم أن يذمني الله. وقص عليه قصص السلف في ذلك، وقل له: ثق بوعد الله فقد جاء في الحديث:
((من أرضى الله بسخط الناس، كفاه الله الناس، ومن أسخط الله برضى الناس، وكله الله إلى الناس)).["الصحيحة"(2311)]

ووجهه إلى سؤال الله الحكمة (( يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )) [البقرة : 269] .

وهنا تنبيه مهم بخصوص غرس هذا الأمر في قلوبهم؛ ألا وهو أن يخشَوا دائما من ذم الله لهم وألا يلتفتوا لذم الناس:
ينبغي عليك ألا تنهاه عن فعل القبيح معللا له النهي -كما هو شائع- بقول: لا تفعل ذلك كي لا يذمك الناس أويقولون أنك قبيح أو أنك غير طيب أو قول: ماذا سيقول الناس عنك إن رأوك هكذا …إلخ"، بل عليك أن تقول له: "لا تفعل هذا كي لا يراك الله على هذا الحال فيذمك، لكي لا يغضب منك الله، لكي لا تخسر محبة الله.."

-ذكِّره دوما أنه ما من خير إلا والسلف قد سبقونا إليه. فلا يظن أنه يوما سيسبق أحدهم في خير أبدا، فينبغي له أن يتواضع ويعرف قدر نفسه ولا يكذب على نفسه أنه على خيرٍ لم يبلغه أحد قبله، فإنّ هذا داء عضال يحبط الأعمال.
-علِّمه أن يسترجع دوما. فعن أم سلمه رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما من عبد تصيبه مصيبة ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون : اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها، إلا أجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيرا منها)) . قالت : فلما توفي أبو سلمة ، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم . [رواه مسلم] . ليس فقط يسترجع في الأقدار المؤلمة وإنما حتى إن فاتته طاعة وخير أو أصاب ذنبا وخطيئة.

-علِّمه أنّ الإتقان محبوب إلى الرب. بخاصة في العبادات؛ لأن الله سلام قدوس منزَّه عن العيوب، وطيِّب لا يقبل إلا طيبا. وأن العبرة بالخواتيم فلابد من التجلُّد حتى نهاية العمل. وحفِّظه الدعاء المأثور: ((اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة)) [رواه الإمام أحمد 181/4، والطبراني في الكبير].

-حذِّره من رفض ألطاف الله. وقل له: إياك ورفض ألطاف الله فتندم. علِّمه أن النصيحة من الخَلق لطفٌ من ألطاف الله يجب قبوله وعدم التبرير والاعتذار للنفس ولي أعناق النصوص لتُوافق الهوى. وحفِّظه الدعاء:
((للهم أرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماما)) [ذكره ابن كثير في تفسير سورة البقرة : 213].

والمصائب والكُرَب أيضًا من ألطاف الله، فارض بها وكن صاحب بصيرة وتعلَّم منها الدروس وخذ منها العِبَر.
-علّمه أن حقوق المسلم واجبة له عليك. وليست تفضلا منك عليه. وهذه الحقوق منها ما نقله إلينا أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حق المسلم على المسلم ست: قيل: وما هنّ يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلّم عليه. وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشَمِّته. وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتْبَعه)) [رواه مسلم]. فلا تنتظر منهم جزاءا ومقابلة؛ وإنما أجرك على الله، فأنت تعامل الله ولا تعامل الخَلق.
-ربِّه على أن تكون روحه في علو دوما. وذلك بأن يكون ذكَّارا. علِّمه فضل الذكر ومكانة الذاكرين. وأخبره أن غراسا تغرس لك في الجنة من قول "سبحان الله والحمد ولا إله إلا الله والله أكبر" لا تراها الآن لكنها غُرِست لك بإذن الله وكرمه.
-علّمه بأن الله لا ينظر إلى الصور وإنما ينظر إلى القلوب. فإياك أن يرى قلبك ملتفتا لغيره لحظة.

-علِّمه أن إذا رأى مبتلىً -ابتلاء دينيا أو دنيويا- أن يلزم ما ورد : ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ)) [أخرجه الترمذي وابن ماجه]. وألا يأمن الوقوع في هذا الابتلاء طرفة عين، فالرب مقلب للقلوب، ولا عاصم إلا هو.

-علِّمه أن الله هو المقدِّم المؤخِّر. فعليه أن يقدِّم الله دوما على هواه وأن يُسابق بالخيرات وألا يؤخر الصلوات عن وقتها الفاضل ومن باب أولى ألا يؤخرها عن وقتها الواجب، وإن أخَّرها فليخشَ أن يؤخِّره الله وألا يكون في الدرجات العلى من الجنة.
– علّمه بأن الله نور وقد قال سبحانه : ((اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ)) [البقرة: 257] وأن هذه الظلمات حُجُبٌ تحجب العبد عن نور الإيمان والانتفاع بالعلم والحظ الأوفر من رؤية الله. فاحرص على أن تلتجئ إلى الله أن ينجيك منها.
-حذِّره دوما من الإعراض عن الحق والخير ولو لبرهة، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه))[رواه البخاري]

-علّمه أن يتأمل دوما في المحامد التي في هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان حامدا لله في كل أفعاله وأقواله، ولذلك خُصَّ بلواء الحمد دون جميع العالمين. فأقرب الخلق إلى لوائه أكثرهم حمدا لله وذكرا.
فمن تامل المحامد التي في هديه -صلى الله عليه وسلم- تعلَّم كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحمد ربه، وفُتِح عليه باب الحمد بإذن الله وفضله.

– قوِّي فيه جانب الخوف بمثل ما تقوي جانب الرجاء. عرِّفه معاني أسماء الله الدالة على القوة وشديد البطش، وقُصَّ عليه ما فعل الله بالأقوام السابقة ممن تجبّر وتكبر وعصى.

واجعله يتأمل في عِظَم جهنم وعذابها، وذلك بالتامل في وصفها في الكتاب والسنة، وكذلك بالتأمل في عِظَم خلق الملائكة حيث أنه بلغنا عن وصف حملة العرش أنهم ثمانية، أقدامهم مثبتة في الأرض السابعة، ورءوسهم قد جاوزت السماء السابعة، وقرونهم مثال طولهم عليها العرش، وأن ما بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة خمسمائة سنة أو مائة سنة. ثم تأمل مع هذا الخلق العظيم كيف أنه يُخوَّف بنفس ما يُخوَّف يه ابن آدم الضعيف صغير الخَلْق، فقد قال الله فيهم: ((وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّىۤ إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ))[الأنبياء:29]. فاللهم ارحم عبيدك الضعفاء ويسِّر لهم سبل النجاة.

– ربِّه على النهي عن المنكر. وعلّمه أن يكره معصية الله في أرضه؛ فالرب عظيم جليل محسِن حقُّه الطاعة والشكران لا المعصية والكفران. فلاتكتفي أن تنهى عن المنكر كي تنجو من العقوبة المترتبة على تركه؛ ولكن حبك لربك واستشعارك عِظَيم إحسانه وحقِّه عليك يجعلك تكره معصيته. فانهى نفسك أولا وغيرك ثانيا عن المعصية حبا لله وخوفا منه.


ربه على الصدق من خلال ما تحكيه من قصص على مسامعه ، والتزم بذلك الصدق بعيداً عن الخيال ولك أن تقتصر على قصص السير والأنبياء وذلك كـقصة المرأة مع الهره وإبراهيم مع ابنه اسماعيل . والأقرص والأعمى والأبرص ، ففيها النفع الكبير والفوائد الجمة التي لمستها ووجدت أثرها حينما أحكيها لأطفالي . ولكِ أن ترجعي لكتاب عمر الأشقر صحيح القصص النبوي .




-علِّمه مناجاة الله دوما،، فإن المناجاة سبيل للترقي إلى درجة الإحسان،، فكثرة المناجاة بمحامد الله والدعاء تُشعر العبد قرب ربه منه وإحاطته به، فتجعله يعبد الله وكأنه يراه وإن لم يكن يراه،،

وإنني أعلم ممن أحسبه صالحا -ولا أزكي على الله أحدا- كثرة المناجاة لله، حتى أنه إذا حفظ آية أو حديثا نبويا قال مناجيا ربه: اللهم إني حفظتُ قولك سبحانك: {…} أو حفظتُ قول نبيك -صلى الله عليه وسلم- : ((…)) حفظته بمنتك وفضلك فاتمم عليَّ النعمة وارزقني العمل به واجعله حجة لي لا علي يوم ألقاك.

-ربِّه أن يهتم بنجاة نفسه قبل نجاة أي أحد،، فوجِّهه ألا يلتفت في بادئ الأمر إلى نجاة غيره، فمثلا: إذا قرأ كتابا نافعا يقرؤه لنفع نفسه ويخاطب به نفسه لا لنفع غيره ومخاطبة غيره،، وأن يجعل نفع الناس على الفتاح يفتح به عليه متى شاء،، وثق بأن الكريم الفتاح سيكرم ويفتح.

علِّمه أن له عدوا،، أَمَرَك ربك الرحيم أن تعاديه،، قال -سبحانه وبحمده- : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر:6] وذلك لأنه: {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}،، فاستجب لأمر ربك وتأمل رحمته لك في تحذيره لك في كثير من آيات كتابه: {يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} [الأعراف:27]، {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يّـس:60]، {وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الزخرف:62].
ووجِّهه أن إذا استعاذ بالله من الشرور أن يجعل الشيطان أولها،، فإذا قرأ سورة الفلق وفيها: {مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} فليكن الشيطان في مقدمتهم،، وأيضا إذا دعا: ((ربي اعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ…)) [ صحيح الترمذي: 35551]، ((اللهم رب السماوات السبع ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، …)) [أخرجه مسلم].

وانصحه أن يترك عداوة المسلمين فليس ذاك من حقهم عليه ولم يؤمَر بذلك تجاههم مهما وجد منهم،، وأن يجمع فكرهُ وقوته في عداوة مَن أمره الله بمعاداته،، كي ينجو ويفلح

أعلِمه أن من يعرف الله في الرخاء يعرفه في الشدة،، حفِّظِه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرَّف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة)) [السلسلة الصحيحة]، فإنك إذا ذكرت ربك في حالة رخائك وقوتك وشبابك، ذَكَرَك سبحانه في حال ضعفك وفقرك ومرضك وكبَرك؛ أي حفظك في هذا الأحوال العصيبة،،

و أعلِمه أنه ما من زمان إلا والذي بعده شر منه، فلتلتجئن إلى الله في رخائك بالدعاء والاستجارة به من الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ ليحفظك إذ أتتك الفتن، فإنها ستأتيك ولابد
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت:2-3]، فاعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة.

أعْلِمه أن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرَّم الله – كما جاء في الصحيحين،،

وأعْلِمه أن من أعظم المحرمات أن يطلع الله على قلبك وفيه تقديم لأحد عليه أو انشغال بغيره عنه،، فإن السرائر عند الله كالعلانية،، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور،، وهو المحسن الجليل المستحق لإفراده وتوحيده بالمحبة والذل والطاعة،، فإن حصل منك ذلك فلا تأمننّ من الابتلاء بمن قدَّمتَ،، وحينها لا تلومن إلا نفسك،،

أعلمه أن من ترك شيئا لله عوَّضه الله خيرا منه،، قال رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: ((إنك لن تدع شيئا لله إلا أبدلك الله به ما هو خير منه)) [صحيح]. وعلِّمه أن العِوَض أنواع مختلفة، وأجلُّ ما يُعوَّض به: الأنس بالله، ومحبته، وطمأنينة القلب به، وقوَّته، ونشاطه، وفرحه، ورضاه عن ربه -تعالى-.

وأعلمه أنه إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد غير الطيبة مَن تركها لغير الله،، أما من تركها صادقا مخلصا من قلبه لله؛ فإنه لايجد في تركها مشقة إلا في أوّل وهلةٍ؛ لِيُمتَحن أصادقٌ هو في تركها أم كاذب؟ فإن صبر على تلك المشقة قليلا؛ استحالت لذّة. (الفوائد لابن القيم).


أعلِّمه أن إذا سبَّحتَ الله (سبحان الله) فإنك تقرُّ له أنه سبُّوحٌ قدُّوس منزَّه عن كل عيب ونقص واستحقاق للعصيان، بل هو أهل للطاعة والشكران، فقرِّر ذلك معترفا بعدم تنزيهك ربك عما لا يستحقه؛ وذلك بما أتيتَ من العصيان، طالبا منه بهذا الإقرار والاعتراف العفو والغفران.
ولعل هذا سر اقتران التسبيح بطلب المغفرة في بعض الأدعية الواردة ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين))، وكما في آخر دعاء ركوب الدابة: ((سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)) وغيرها. فكأن القائل يقول: منزَّهٌ أنت ربي عن كل عيب ونقص واستحقاق للعصيان، وقد أتيتُ بما لستَ أهله سبحانك وبحمدك ، فاغفر لي ذنوبي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.


إذا علّمتَ ابنك تجويد القرآن،، فنبّهه إلى أن يحتسب أنه بتعلُّمه ذلك يريد أن يُسمِع الله تلاوة حسنة لكلامه -سبحانه-، وأن ينال فضيلة الماهر بالقرآن، وألا يجعل همُّه الأول إسماع الناس تلاوة حسنة ليتدبّروا ويتأثروا، فإنه إن جعل الأولى همّه تفضَّل الله عليه بالثانية، دون أن يورِدَ نفسه مهالك السمعة والخذلان،،
وحثّه على الاستياك قبل القراءة وذكِّره بهذا الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم للقرآن)) [حسن صحيح. صحيح الترغيب والترهيب]
فاستياكه يذكِّره بالنية الأولى وهي نية إسماع الله وملائكته القرآن مِن فيهٍ طيب الرائحة،،

وهذا التوجيه مهم جدا لمن أراد حفظ القرآن؛ لأن كثيرا ما يُداخِل الحفّاظ في الدور حب السمعة والظهور،، فنسأل الله أن يعافينا وأبناءنا من كل الشرور.
علّمه أن يرجو عند قول: (اللهم بارِك على محمد) أن يبارك الله لنبينا صلى الله عليه وسلم من كل جهة ومن جهتنا خاصة؛ بأن يوفقنا لعمل صالحات كثيرة تُثقِل ميزان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر.

فإن ميزان النبي يثقل بأعمالنا الصالحة، مصداق ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا..)) [صحيح مسلم].

هذا موضوع قرأته فأعجبنى
فأحببت نقله لتعم الفائدة

تسلمييييييييييين

اللَّهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنَا فِيمَنْ عَافَيتَ ، وَتَوَلَّنَا فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ.
اللَّهُمَّ اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ .
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ .

اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، وأنت على كل شئ قدير.

يزاج الله الف خير على الطرح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.