وكعادتي بعد دقائق من بدء الدرس، يبدأ الملل والنعاس بالسريان في نفسي وجسمي. لا تظنوا أني أقف عاجزا أمام هذا الأمر. بل على العكس، أحاول دفع هذين العدوين بكل ما أوتيت من قوة، لكن بلا فائدة!!!
عندما أيأس من دفع الملل عن نفسي، أقوم بممارسة هوايتي المفضلة أثناء المحاضرة، إنها: تأمل وجوه الطلبة!!!
عالم الوجوه عالم عجيب، وبصراحة، النظر لوجوههم يدفع عني الملل أحيانا، لا لشيء سوى أنني أضع نفسي في مكانهم، وأحاول تخيل ما يدور في عقولهم، فأسرح في عالم الخيال، فيمضي الوقت دون أن أشعر.
ترى على وجه أحدهم علامات الانتباه. نعم، إنه يصغي لثرثرة المدرس. أتمنى أن يكون بمقدوري التركيز مثل زميلي ولو لنصف ساعة.
أما الآخر.. فقد احترف الفن من كثرة ممارسته في الفصل. أعماله الفنية (خلال المحاضرة) قمة في الروعة. لا أعلم لم يصر على حضور الدروس!! لم لا يتفرغ للفن؟!!
الثالث يصارع النوم، فهو يتثاءب كل عشرة ثوان. والرابع، لم يتمكن من صد النوم كثيرا.. فها هي عيناه مغلقتان، ووجهه مبتسم. يبدو أنه يحلم أنه يحلق مع فتاة أحلامه على ظهر حصان طائر!!!
زميلهما ينظر إلي ويبتسم، أتمنى ألا يكون قد فهم ما يدور في ذهني!!
يبدو أن السادس يمارس نفس هوايتي، إنه يتأمل في وجوه الحاضرين.
أما السابع والثامن فهما في عالم آخر. أحدهما يكتب أمرا ما على ورقة، ويمررها لزميله. فيكتب زميله الرد ويعيد الورقة إليه. وهكذا!!!
انتهيت من تأمل وجوه زملائي. لكن المحاضرة لم تنتهِ بعد. الوقت يمر ببطئ!! لكن، ما يدور في ذهني الآن، لماذا نحضر ما دمنا لا نصغي لما يسعى المحاضر حشو أدمغتنا به؟!!!
__ منقول–
تسلمين عالطرح الجميل