الكثير من المشروبات الغازية يتعرضون لعدة
مخاطر تشمل البدانة وتسوس الأسنان
وإدمان الكافيين وضعف العظام. ففي طعام
الأطفال الصغار وجد ان السكر المكرر المضاف
للمشروبات يشكل نسبة اكبر من السكريات
المضافة للبسكويت والحلويات والمثلجات
مجتمعة. وفي ظل الهجمات الإعلانية المنظمة
من مصانع المشروبات الغازية التي تروج
وترغب في تناول تلك المشروبات قام
المسئولون في قسم الصحة في إدارة
الزراعة الأمريكية بمراجعة آخر ما توصل إليه
الباحثون بخصوص الأتهامات التي تذكر ان
المشروبات الغازية تؤدي الى تلك المخاطر
فوجدوا التالي:
1- البدانة: أظهرت دراسة حديثة وجود علاقة
قوية بين استهلاك المشروبات الغازية
والإصابة بالبدانة، ولم يتم بعد إثبات
الميكانيكية التي يؤدي فيها استهلاك
المشروبات الغازية إلى السمنة وإن كانت
العلاقة بينهما قوية، والمرجح أن الطفل
يشرب المزيد من السعرات الحرارية في كل
مرة يتناول فيها المشروب. وتذكر المجلة
الطبية البريطانية أن مجموعة من العلماء
وجدوا في دراسة استمرت سنتين ان الأطفال
الذين يبلغون الثانية عشرة من العمر ويتناولون
المشروبات الغازية بانتظام يتعرضون للإصابة
بالسمنة أكثر ممن في أعمارهم من لايتناولون
المشروبات الغازية بانتظام، فكل إضافة من
السكر في المشروبات الغازية تزيد خطر
الإصابة بالسمنة بمقدار 1,6 مرات. وقد اهتم
المختصون بالسمنة هذه الدراسة التي
شملت 548 طفلاً وأظهرت هذه النتائج التي
تشير إلى أن السبب يكمن في ان المخ
لايسجل السعرات الحرارية التي يتم شربها
بنفس الطريقة التي يسجل فيها السعرات
التي يتم أكلها ( أي التي تأتي من الطعام
وليس من الشراب)، أي ان المرور السريع
للمشروبات المليئة بالسكر لا يرسل إشارة
شبع إلى المخ فيجعله يرسل إشارة اكتفاء.
2- تسوس الأسنان: تشير أغلب الدراسات ان
استهلاك المشروبات الغازية يعتبر احد عوامل
الإصابة بتسوس او نخر الأسنان. وقد وجدت
دراسة أجريت على 3200 أمريكي تتراوح
اعمارهم بين 9 إلى 29 سنة علاقة بين نخر
الأسنان واستهلاك المشروبات الغازية وغيرها
من المشروبات والمأكولات الحلوة. كما وجد
ان السكر ليس وحده المسئول عن الإصابة
بنخر الأسنان فالمشروبات الغازية تحتوي على
أحماض تسبب في حك مينا الأسنان مما
يؤدي إلى الإصابة بالتسوس.
3- إدمان الكافيين: يؤكد المهتمون بالصحة ان
استهلاك الأطفال للكافيين يمكن ان يؤدي إلى
نوع من الإدمان عند الكبر، وان استهلاك
الاطفال المنتظم للكافيين يمكن ان يؤثر سلباً
على نمو المخ. والمشكلة في الكافيين ان
كميته لا يتم ذكرها ضمن ملصق معلومات
التغذية على علب المشروبات الغازية، ولكن
المستهلك المستنير يعرف ان علبة الحجم
العادي (360 جراماً) تحتوي على 35 إلى 38
مليجراماً من الكافيين، وما لا يعرفه أن نفس
حجم علبة المشروب الغازي الخاصة بالحمية
تحتوي على مقدار أكبر من الكافيين، اي
حوالي 42 مليجراماً! هذا مع الأخذ بعين
الاعتبار ان الشركات تتفاوت في مقدار
الكافيين في مشروباتها. ولذلك من الصعب
جداً معرفة كمية الكافيين التي يتناولها
الأطفال. ولم يتم بعد التأكد من تأثير
الاستهلاك المنتظم للكافيين على مخ الطفل
في طور النمو، إلا أن المؤكد أن الاعتماد على
أي نوع من المؤثرات يؤدي إلى إفساد التوازن
الكيميائي العصبي للمخ.
4- ضعف العظام: تشير الأبحاث التي تجرى
على الفئران في المعامل إلى ان الفسفور
يعتبر مكوناً عاماً في المشروبات الغازية يؤدي
إلى استنزاف مخزون الكالسيوم من العظام.
والفسفور الذي يوجد بشكل طبيعي في
بعض الأطعمة والذي يستخدم أيضاً كمادة
مضافة يؤدي إلى نقص الكالسيوم وضعف
العظام. وعلى الرغم من أن شركات
المشروبات الغازية تؤكد ان كمية الفسفور
في مشروباتها قليلة ولا تؤثر على العظام إلا
ان المشكلة تستفحل عندما يستهلك الأطفال
المشروبات الغازية في ذروة نمو عظامهم
حين يحتاجون إلى كل ما يمكن من كالسيوم.
وما يزيد الأمر سوءً ان الاطفال يستعيضون
بالمشروبات الغازية عن المشروبات الاكثر
فائدة لصحتهم مثل الحليب والعصائر الطبيعية
والماء.