.. نبذه ..
تقع واحة ليوا في المنطقة الغربية لإمارة ابوظبي وتشكل قوساً يمتد من الجنوب الغربي حتى الجنوب الشرقي في قلب إقليم الظفرة ويتراوح عرضها بين 40 ـ 50 ميلاً ، ويبلغ عدد محاضر ليوا نحو 52 واحة من بينها ( النشاش وحفيف وقطوف والهيلة والماريه الغربية ) ، ويصل ارتفاع قمم الكثبان الرملية من 25 ـ 40 متراً فوق سطح الأرض بأشكال مختلفة منها الهلالية والطويلة ، ويوجد في ليوا مجموعة كبيرة من القلاع والأبراج المعروف منها حتى الآن يصل عددها إلى خمسة عشر قلعة وبرجاً متفرقة في واحات ، منها ما هو متهدم ويحتاج إلى تنقيب حتى يمكن اكتشافه ، ومنها ما هو موجود حتى الآن وتتم فيه أعمال الصيانة والترميم ، من هذه القلاع : قلعة ظفير بناها بنو ياس ، وموقب بناها الشيخ سلطان بن زايد ، والغريب ، والطرق ، وقلعة خنور ( خانور ) بناها بنوياس خلال الفترة الأولى لحكم شخبوط ، وقلعة حويل أو أم حصن بناها المناصير في السنوات الأولى لحرب أبوظبي ( 1883م ـ 1890م ) . وقلعة قطوف بناها بنوياس ، وقلعة نميل ( نهيل ) بناها بوفلاح وهدمها الشيخ قاسم عندما هدم الجبانه ، وقلعة مزارعة ، وحمار في البطين وهي أقدم حصن في ليوا ولم يتبق منه سوى أنقاض ، وقلعة الميل ، وقلعة العد بناها آل بومنذر قبل خمسين عاماً مضت وهي حالياً أنقاض ، وقلعة الجبانة تم تخريبها عام 1889م ، بالإضافة إلى برج ماريا الغربية بنها بلوشي قبل خمسين الى ستين عاماً مضت بأمر من الشيخ حمدان بن زايد ، وقلعة الهيلة لم يبق منها سوى برج أسطواني .
.. قلعة مزارعة ..
و أول ما شوهد من قلاع ليوا قلعة " مزارعة " وهي عبارة عن قلعة مربعة الشكل لها مدخل واحد من جهة الغرب وأول ما تلاحظه عندما تقف أمام هذا المدخل هو بروزه الى الخارج عن جدار القلعة وكأنه أراد أن يكون في مقدمة المستقبلين للزوار وهو يلبس حلة أنيقة ، ومن أعلى المدخل نشاهد أنصاف العقود ذات الزخارف المسننة ونشاهد دكة الجلوس التي تلف جدران المدخل من داخله وخارجه ، وترى في عتبة المدخل فتحة مائلة إلى الخارج لتساعد على خروج مياه الأمطار من داخل القلعة وتزين واجهة الباب من أعلى مع الأجزاء العلوية من القلعة الفتحات التي كانت تستخدم كمزاغل وسقاطات لرمي السهام والرماح على أي مهاجم ، ويراقب من هذه الفتحات تحركات الأعداء ، يوجد في نهاية جدران المدخل من أعلى مع نهاية جدران القلعة الشرفات المسننة أو المتاريس التي يستخدمها المحارب كستار واقٍ له من الأعداء ، وفي نفس الوقت لإطلاق الذخائر على المهاجمين .
وقبل الدخول إلى ساحة القلعة في الداخل ترى نفسك واقفاً أمام قلعة مربعة الشكل لها ثلاثة أبراج دائرية اثنان منها على يمين ويسار المدخل والثالث من جهة الغرب وعندما تقترب من باب القلعة المصنوع من الخشب والمزين بزخارف هندسية وتعلوه مسامير ذات رؤوس كبيرة وبعد ان تتجاوز فتحة الباب تجد نفسك في دهليز طويل مغطى بسقف مكون من جذوع النخيل والجريد وسعف النخيل وعلى يسار الداخل تجد فتحة باب تصل بك إلى غرفة الحراسة المظلمة والتي عن طريقها يمكن الوصول إلى الطابق الأرضي لأحد الأبراج عبر فتحة مرتفعة عملت في نهاية الغرفة ، بعدها تشاهد البرج من الداخل وهو يتألف من ثلاث طوابق يمكنك الوصول إلى الطابق العلوي للبرج عبر سلم خشبي يؤدي بك إلى فتحة صغيرة مساحتها 60 × 60 سم عملت في السقف حتى يمكن الوصول إلى باقي طوابق البرج ، وجميع جدران البرج عملت بها الفتحات الدفاعية كالمزاغل لرمي السهام والفتحات الدائرية للمراقبة ، كذلك يوجد في نهاية البرج من أعلى المتاريس للدفاع عن القلعة .
.. ساحة القلعة ..
بعدها يمكنك الدخول الآن إلى ساحة القلعة فتشاهد على يمين الداخل غرفة فتحة الباب فيها تطل على ساحة القلعة وعندما تدخل الغرفة تشاهد في وسط جدرانها فتحات استخدمت لحفظ الأشياء وعن طريق هذه الغرفة يمكنك الوصول إلى البرج الثاني وهو نفس البرج السابق ، ويمكنك الوصول إلى باقي غرف القلعة الثلاث في الطابق الأرضي عبر الأبواب التي تطل على ساحتها ، وأحد هذه الغرف عبارة عن مجلس له ثلاثة أبواب تعلوها عقود نصف دائرية ، ويمكن الوصول إلى البرج الأخير في الركن الغربي من القلعة من خلال أحد الغرف وبذلك يكون مجموع الغرف التي توجد في القلعة خمس غرف ، ونظرة واحدة وأنت تقف في وسط القلعة من الداخل على الجدران المطلة على صحن القلعة ترى في نهاية الجدران المتاريس والفتحات الدائرية وفتحات المزاغل وكلها فتحات عملت بغرض الدفاع والمراقبة ، وتوجد فتحات للنوافذ في الغرف تطل على صحن القلعة وزينت هذه الفتحات بمشابك هندسية مفرغة ، وعندما تريد ان تذهب إلى الطابق العلوي من القلعة فانك تصعد الدرج الذي يوجد بالقرب من المدخل الرئيس لها على يمين الداخل حيث يصل بك إلى سطح القلعة عندها تشاهد أمام كل برج عددا من الدرجات المبنية تؤدي بك إلى داخل البرج عبر فتحة باب لتشاهد الطابق الثاني من البرج ، وأول ما يلفت نظرك هو السقف في البرج المكون من الطين وجذوع النخيل وجريد وسعف النخيل والفتحات الصغيرة في كل سقف من طبقات البرج والسلم الخشبي الذي يمكن الصعود عليه ، والدخول من هذه الفتحات إلى الطوابق العلوية ، وتزين جدران البرج من الداخل فتحات دائرية للمراقبة وفتحات المزاغل لرمي السهام على الأعداء .
ويوجد في الطابق العلوي من البرج المتاريس والمزاريب التي تساعد على خروج الأمطار من على سطح البرج ، وعند النظر إلى سطح القلعة نرى الجدران في السطح ارتفاعها 140 سم ، وهي عبارة عن ستاره أو دورة من الأعمدة مزينة بزخارف معمارية عملت من أجل صد هجوم الأعداء ، والزخارف عبارة عن متاريس وفتحات دائرية وأخرى مثلثة الشكل ، بعد هذا الشرح التفصيلي عن القلعة نجد أن قلعة مزارعة هي استحكام حربي مهمتها المراقبة والدفاع ضد إي اعتداء خارجي ، وعمارتها عبارة عن سور وأبراج ومزاغل ومراقب ومتاريس ، وقد استخدمت الغرف لسكن الجند .
.. قلعة قطوف ..
قلعة مربعة الشكل لها مدخل واحد من جهة الغرب ومدخلها البارز عبارة عن تحفة معمارية لما يحتويه من عناصر معمارية وزخرفية حيث نشاهد على جانبي المدخل الأعمدة الدائرية التي يعلوها تاج دائري الشكل مزخرف من أعلى بزخارف مسننة غاية في الجمال والإبداع ، وينقسم المدخل إلى إطار خارجي على شكل مستطيل يزينه من أعلى أنصاف عقود مسننة ، أما الجزء الثاني من المدخل فيعلو فتحة بابه مباشرة إطار يعلوه عقد نصف دائري ، وسقف المدخل مكون من جذوع وجريد وسعف النخيل ، ويوجد أمام فتحة الباب دكة مبنية كانت تستخدم للجلوس ، أما الباب الخشبي فتوجد عليه زخارف هندسية ومسامير نحاسية ذات رؤوس كبيرة ، وأنف الباب مزخرف بأشكال نباتية وهندسية ، وبعد عبور فتحة الباب نجد أنفسنا في وسط صحن القلعة الذي تبلغ أبعادة 11 × 13 متراً ويطل على الفناء غرفتان يتوسطهما برج القلعة الدائري الذي يمكن الوصول إلية من إحدى الغرفتين الذين تبلغ ابعادهما 4 × 2 متراً ، وبرج القلعة يتألف من ثلاثة طوابق يمكن الوصول إلى أي طابق منها عبر فتحات صغيرة عملت في كل سقف ، يتم الوصول إلى هذه الفتحات عبر سلم خشبي ، والبرج كسائر الأبراج الحربية مزود بفتحات ، منها الدائري للمراقبة ، والطولي لإطلاق السهام ، وتزينه من أعلى ستاره عليها متاريس لاختباء المدافعين وإطلاق الرصاص على المهاجمين ، وتوجد في أعلى البرج المزاريب المصنوعة من جذوع النخيل والأخشاب لتصريف مياه الأمطار ، ولو رجعنا مرة أخرى إلى صحن القلعة فإننا نشاهد دكة الجلوس التي تلف جميع أجزاء الصحن وكأنها أعدت لقضاء فترات الراحة والاستجمام والاستمتاع بشمس ليوا في فصل الشتاء ، ولقضاء السهرات الجميلة في ليالي الصيف ، ويوجد بجوار الغرف على يمين المدخل الخارجي درج يصعد إلى سطح الغرفة الذي يمكن من خلاله الوصول إلى الطابق الأول من البرج ، ويوجد للسطح ستارة ارتفاعها 150 سم ، وبها أشكال هرمية وفتحات دائرية ومستطيلة ، أما عرض جدران القلعة فتبلغ 60 سم .
.. برج الماريه الغربيه ..
البرج عبارة عن بناء حربي مربع أو مستدير يبرز عن السور المتصل به ، سواء كان لحصن أو قلعة ، ويحتوي على مراقب أو مزاغل لرمي السهام والرماح ، ولذا كان من الضروري أن تزود أسوار هذه القلعة بعدد مناسب من الأبراج حتى تكون عملية الدفاع عنها سهلة ، وتعد الأبراج المبنية بشكل منفرد كبرج المارية الغربية خط دفاع أول وجرس تنبية يمكن من خلالة الرصد ومشاغلة العدو ، ويقع برج المارية في وسط السور الذي يحيط به من كل جانب وأبعاده 22 × 22 متراً ، وللسور مدخل رئيسي بارز يقع جهة الغرب ، وهو غاية في الجمال لما يتكون منه من عناصر معمارية وزخرفية ، كأنصاف الأعمدة ، والعقود الدائرية والمسننة ، ودكة الجلوس ، وتزين أعلى واجهة المدخل المتاريس مثلثة الشكل ، ويوجد باب خشبي تزينه زخارف هندسية ، والسور المحيط بالبرج يبلغ ارتفاعه تقريبا 3 أمتار مزخرف بأشكال هندسية كالفتحات الدائرية والطولية والمتاريس بغرض الدفاع ، وعند الوصول إلى البرج نجد له فتحة باب ذات عقد مدبب تصل هذه الفتحة إلى داخل البرج لنرى الطابق الأول منه وهو عبارة عن سقف يقوم على جسر تحمله أنصاف الأعمدة ، ونشاهد درجا خشبيا مغروزا في الجدار يمكن الوصول عن طريقه إلى فتحات موجودة في سقف البرج المكون من طابقين ، ويزين البرج الفتحات الدائرية والطولية بغرض الدفاع ، وتوجد فتحات لشبابيك صغيرة في الطابق الثاني من البرج ، ويوجد في نهايته ستارة ارتفاعها 50ر1 متراً تعلوها الشرفات المسننة ( المتاريس ) ويوجد في الستارة أيضاً مزاريب لتصريف مياه الأمطار وهي مصنوعة من الخشب والطين .
.. قلعة ظفير ..
عندما تشاهد قلعة ظفير من الخارج تجدها تتكون من جزئين الأمامي منها هو سور القلعة ، وهو عبارة عن صحن مستطيل الشكل مساحته 12 × 14 متراً وارتفاعه 3 أمتار تقريباً . ونرى في نهاية السور متاريس مثلثة الشكل لغرض الدفاع ، ويوجد به من الجنوب الشرقي المدخل الذي يتألف من فتحة مستطيلة ذات إطارين مصنوعين من الجص ، والباب الخشبي لا توجد عليه زخارف سوى المسامير ذات الرؤوس الكبيرة والمزلاج الذي يستخدم في قفل الباب ، وتحت عتبة الباب توجد فتحة طويلة مغطاة تساعد على خروج مياة الأمطار من صحن القلعة ، وبعد العبور من فتحة الباب تكون في داخل الصحن الأمامي من القلعة الذي تلفه دكة للجلوس مصنوعة من الطين مغطاة بطبقة من الجص ، وعن طريق صحن القلعة تدخل إلى القلعة نفسها عبر الباب الخاص بها لتجد نفسك داخل غرفة مغطاة بجذوع وجريد وسعف النخيل إبعادها 7ر2 × 5 أمتار تؤدي بك إلى غرفة أخرى أبعادها 7ر2 × 5ر2 متراً ، بعدها يمكنك الصعود إلى الطابق العلوي عن طريق درج يوجد في داخل القلعة على يسار المدخل ، وهذا الدرج حلزوني الشكل يتناسب مع أغراض الدفاع عن القلعة ، ويزين سور الدرج فتحات الشبابيك المغطاة بزخارف هندسية مفرغة عبارة عن مشابك هندسية على شكل عرائس ، والطابق العلوي مكون من غرفتين أيضاً توجد في احداهما فتحات عملت لغرض الدفاع والمراقبة ، كما توجد فتحات لشبابيك غطيت بالمشابك المصنوعة من الجبس على شكل أوراق نباتية ثمانية الفصول ، وعن طريق إحدى الغرفتين يمكنك الوصول إلى داخل البرج ، وتزين غالبية الجدران فيه الفتحات المربعة والطولية والمثلثة وفتحات الشبابيك الخشبية ، وفي نهاية الدرج توجد المتاريس ذات الأشكال الهرمية ، وجمال وأناقة هذا البرج تدل على أنه معد للسكن والدفاع في نفس الوقت ، وتدل كذلك على عبقرية معمارية فذة سواء من قبل المصمم أو المنفذ .
منقول
لا عدمنااااااااااااااج !!