تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الخبير الأميركي أيرا بلوك يكشف بعدسته أسرار وجماليات صحراء «ليوا» لعشاق السياحة

الخبير الأميركي أيرا بلوك يكشف بعدسته أسرار وجماليات صحراء «ليوا» لعشاق السياحة

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله و بركاته

تاريخ النشر: الأربعاء 26 يناير 2024
نسرين درزي

أيرا بلوك خبير تصوير أميركي ذائع الصيت يلتقط منذ سبعينيات القرن الماضي صوراً لموضوعات مختلفة نشرت في مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” و”ناشيونال غرافيك ترافلير” و”ناشيونال جيوغرافيك أدفنتشر” وقناة “ديسكوفري”. حل ضيفاً نهاية الأسبوع الفائت على منتجع “قصر السراب” في صحراء “ليوا” بعدما اختاره من بين عناوين عدة في منطقة الشرق الأوسط لالتقاط مجموعة من الصور يثري بها مكتبته التي تضم ملايين اللقطات من أنحاء العالم. واختياره هذا لم يأتِ من فراغ وإنما لإعجابه الشديد بفكرة إنشاء القصر الأشبه بقرية متكاملة “هي أجمل ما رأيته في الشرق الأوسط وأفضل معلم سياحي جذبني للتصوير”.

زيارة المصور الأميركي المرموق الذي يحمل سنوات خبرة طويلة في تصوير مختلف المشاهد الدقيقة لأكثر مخلوقات الحياة البرية ندرة، استمرت على مدى 3 أيام قضاها منذ ساعات الصباح الأولى حتى منتصف الليل بين الرمال ومطاردة الغزلان. وقدم خلال إقامته ورشة عمل ميدانية لعدد من النزلاء كشف خلالها عن أهم نقاط الضعف والقوة في عملية التصوير، لا سيما أثناء التقاط الصور المتحركة. وكان المشهد العام في محيط “قصر السراب” مناسباً جداً لتقديم شرح واف اكتسب من المكان فرصة مثالية للجميع.

6:00 صباحاً

تمام السادسة صباحاً كان الجميع ينطلقون باتجاه الصحراء. ومع أن الطقس خذلهم عدة مرات بأمطاره الكثيفة، غير أن المشاركين كانوا يصرون على مواصلة التصوير خصوصاً أن اللقطات الحية التي ترسمها أنامل الطبيعة هناك، لا تتكرر. وهذا ما شجعهم عليه بلوك الذي يقول: “كلما واجهت المصور صعوبات، كلما كانت تحديات النجاح أمامه أكبر”.

رحلة التصوير الصباحية كانت تستمر حتى التاسعة صباحاً، وبعد استراحة الإفطار كان المصورون الهواة يواصلون ورشتهم، ولكن هذه المرة بالاستماع إلى تعليقات الخبير، والإصغاء إلى النصائح واجب لتحقيق الإفادة؛ لأن المسيرة سوف تنطلق مجدداً في الفترة الممتدة من العصر وحتى ما بعد غروب الشمس.

“الاتحاد” التي واكبت ورشة العمل على مدى يوم كامل، اطلعت على أجواء الحدث وخاضت من قرب مع المشاركين فرصة تعلم مهارات جديدة في عالم التصوير الرقمي في واحدة من أجمل البقاع الذهبية في صحراء “ليوا”. وفي خطوة سباقة على صعيد الترفيه السياحي الذي يشبع هواية الانطلاق في الطبيعة واختزان أكبر قدر من جمالها، نجح منتجع “قصر السراب” مرة جديدة في إثبات تفرده، ولكن هذه المرة في مجال فنون التصوير الفوتوغرافي. ومن اللقطات المتاحة، السحاب التي ترسل ظلالها على الصحراء كل صباح، وحبيبات الرمل الناعمة التي تحملها الرياح، والقمر الذي يطل على استحياء من خلف الكثبان. وأكثر من ذلك تصوير الحيوانات البرية التي يصادف مرورها في صحراء ليوا بالربع الخالي، والنباتات النادرة التي تنمو في قلب المشهد الرملي المتموج.

معالم غناء

خلال فترات التصوير وعلى هامش جلسات المناقشة، استرقنا الوقت في دردشة مع المصور الأشهر في مجاله والمعروف عنه دقته وسرعة بديهته في التقاط الهدف تلو الآخر، وذلك بلمح البصر. ومما ذكره أنه بمجرد وصوله إلى مطار أبوظبي شعر بالدهشة لما شاهده من تطور في كل ما وقع نظره عليه. “وعلى طول الطريق وحتى وصولي إلى القصر الكائن في هذه المنطقة الجميلة، كنت أفكر بحجم العمران الضخم الذي حول هذه الصحراء إلى معالم غناء يصل صداها إلى أنحاء العالم”. كان يتحدث بارتياح عن حجم الخدمات التي لقيها في مختلف وحدات الفندق، بما فاق توقعاته “فهذا أمر يحتسب للقائمين على القصر من إدارة وموظفين وأناس يعملون خلف الكواليس للارتقاء بسمعة الإمارة”.

يقول بلوك الذي بدأ التصوير عام 1978، إنه لم يرغب يوماً أن يعمل تحت مظلة شركة واحدة؛ لأنه يعشق الحرية. “فأنا منذ أكثر من 33 عاماً أقوم بالتصوير لحسابي الخاص، وأبيع الصور التي أختارها؛ لأنني أعتبر نفسي حتى اليوم مجرد هاوٍ أتعلم كل جديد من الطبيعة والناس”. ويذكر عن بداياته أنه كان معتزاً بنفسه لدرجة لم يتخيل أنه يخطئ، ومع ذلك علمته الحياة أنها تحمل دائماً ما لا نتوقعه. “وأنا أعترف بأنني اكتسبت الكثير من المعارف من كل الأساتذة الذين مروا في حياتي وسبقوني إلى هذه المهنة الغنية بالأسرار”. ونسأله عما إذا كان يفضي ببعض هذه الأسرار إلى الجيل الشاب من المبتدئين أو الهواة، فيجيب بابتسامة أنه لا يبخل على أحد بأية معلومة “علماً بأنه من المفيد احترام وجهة نظر كل مصور وعدم التدخل بها إلا لمصلحة الصورة”.

وفي خلال عمله سافر أيرا بلوك إلى الكثير من المواقع “الغرائبية” في أفريقيا والريف الأسترالي وصحراء “غوبي” وسيبيريا. كما أمضى 3 أشهر في القطب الشمالي مع المستكشف الياباني الشهير الراحل ناومي أويمورا. ويضم أرشيفه الضخم صوراً نادرة لمجموعة من الآثار في مواقع قديمة بأوروبا الشرقية والشرق الأوسط، فضلاً عن صور استثنائية للرقصات الطقسية لهنود “بويبلو” في الجنوب الغربي من أميركا.

تجسيد المشهد

ولأن جمال الطبيعة العربية هو من أكثر المواضيع إثارة بالنسبة لعشاق التصوير الباحثين دوماً عما يشبع فضول عدساتهم، كان هنالك اهتمام من 8 نزلاء في المشاركة بأعمال الورشة.. وهدفهم من ذلك إثراء إقامتهم في المنتجع والتقاط الصور التذكارية، لكن هذه المرة بتقنيات عالية وحرفية في تجسيد المشهد. يشير محمد البادي، وهو منشغل في تجهيز عدسته لالتقط جرعة من الصور، إلى أن التصوير بالنسبة له هواية يرغب دائماً في صقلها.. “ولهذا كنت مهتما بالمشاركة في أعمال هذه الورشة، ليس فقط للشعور برفاهية الفندق الرائع، وإنما كذلك للاستمتاع بالمشاهد الطبيعية الخلابة، وبفرصة الاحتفاظ بها”. ويقول: “أعجبتني فكرة عدم التردد في طلب المساعدة للتدرب على التقاط الصور الناجحة لأصعب المشاهد التي لا تأتي عادة بالنتائج المرضية”.

وخلال ورشة العمل التفاعلية، كان هيثم اللغاني يتحدث عن المتعة التي شعر بها أثناء تصوير المشاهد الطبيعية.. “مع أنني تعرضت قبل أيام إلى إصابة في إصبع يدي، غير أني أصررت على المشاركة في هذا الحدث النادر الذي استفدته منه الكثير”. ويذكر أن للتصوير حالات كثيرة لا يمكن الاضطلاع بها كلها إلا من خلال التجربة ومعاودة الكرة لاكتساب الخبرة اللازمة. “وهذا ما أطمح إليه لتعزيز موهبتي في مجال التقاط المشاهد الطبيعية”.

في الفترة العصرية داخل الصحراء التي تشكل “موقع التصوير” عند الكثبان الرملية الشاهقة، التقينا بنيللي كوستانتينوفا، وهي مصورة روسية جاءت من بلادها خصيصاً لتصوير صحراء “قصر السراب”. وبحيوية ظاهرة تعبر عن فرحها بالوجود في هذا المكان الاستثنائي كما وصفته. “أعجبني أني ألاحق بعدستي الكائنات الحية التي تزخر بها المنطقة. ومع أني أملك كاميرا متطورة، غير أنني لا شك أقوم بالأخطاء وأرجو أن أكون قد استفدت من كل المعلومات التي حصلت عليها هنا”.

الحكم الأخير

بعد 3 أيام من المواعيد المتتالية، حمل الجميع كاميراتهم وعدة التصوير لديهم واتجهوا أخيراً إلى قاعة الاجتماعات في القصر، حيث قام كل منهم بتنزيل صوره على كمبيوتره الشخصي. وبعد محاضرة سريعة ثمن فيها الخبير الأميركي أيرا بلوك كل الجهود المبذولة من قبل إدارة الفندق تسهيلاً للقيام بمهمة تصوير ناجحة، جلس الجميع إصغاء لحكمه الأخير. وهكذا بدأت تعرض الصور الواحدة تلو الأخرى على شاشة عملاقة، يعلق المصور على كل منها ويطلب ممن التقطها أن يشرح ما أراد أن يقوله من خلالها. وشكلت المناقشات الأخيرة فرصة غنية قدمت الكثير من المعلومات للمشاركين، الذين اطلعوا بدورهم على مجموعة من الصور التي التقطها بلوك في محيط القصر.

بيئة نضرة

على بعد 260 كيلومتراً من العاصمة أبوظبي يقع “قصر السراب” الذي يستغرق الوصول إليه ساعتين بالسيارة عبر طريق حميم التي تفصلها عنه 7 كيلومترات.

المنتجع الذي يشكل ملاذاً فريداً في بيئة نضرة، لا يكتفي بعرض النواحي الأصيلة لحياة الصحراء بل يلتزم كذلك بإرث المنطقة وثقافتها. أما طابعه المعماري الذي تكمله الألوان الترابية بتناغم دافئ، فهو مستوحى من الحصون القديمة لدولة الإمارات. ويعكس التقاليد العريقة والتراث الغني للبلاد.

كما يتشارك في جزء من التاريخ مع العالم المعاصر ولمحة أصيلة باتجاه الأجيال التي اختبرت حياة الصحراء. وقد أظهرت البحوث وجود شكل من الحياة البشرية في المنطقة المحيطة بالمنتجع قبل نحو 9 آلاف عام.

رياضات السفاري

زيارة “قصر السراب” تتعدى المعنى التقليدي للسياحة، وهي تدخل في عمق استكشاف البيئة الصحراوية. ويشمل المنتجع مركزاً للأنشطة التقليدية الملائمة لطبيعة الموقع، يتيح للضيوف في فترتي ما قبل شروق الشمس وما قبل الغروب التمتع برياضات السفاري الموزعة على 5 برامج. عبور الصحاري على متن سيارات الدفع الرباعي والاهتداء بالنجوم، وركوب الهجن، ورحلات المشي في أرجاء صحراء ليوا، والصيد بالصقور والرماية بالقوس. وهناك تذكروا مع عبور المساحات الرملية المتموجة برفقة دليل متمرس أن تستفسروا أكثر عن تاريخ المنطقة. ومتعوا أنظاركم بالحياة البرية العربية في موئلها اليومي من خلال المحمية الطبيعية التي تمتد على مساحة 9 آلاف كيلومتر مربع. واستفيدوا من إقامتكم في أحضان الصحراء بتخصيص وقت من أمسياتكم لقضائها ببساطة على أي تلة رملية تختارونها. وتأملوا في سكون الليل السماء المزدانة بالنجوم من أي نقطة على الكثبان الحمراء.

جوائز

كان القصر فاز حديثاً بـ3 جوائز تقديراً لتصميماته وهندسته المعمارية المميزة في حفل جوائز العقارات العربية الذي أُقيم في العاصمة الإماراتية. وحصد القصر جائزة الهندسة المعمارية “الترفيه والضيافة” على المستوى الإقليمي، ونال جائزة “أفضل بناء وتصميم فندقي”، وقد منح تصنيف “5 نجوم” عن أفضل تصميم داخلي.

تاريخ وتقاليد

يقع المنتجع الذي تم افتتاحه قبل سنة في وسط الربع الخالي أضخم صحارى العالم الشاسعة، ويكشف مشاهد جمالية تشكل خلفية مناسبة لصقل المهارات الفوتوغرافية. وقد صممت المنتجع وطورته شركة “التطوير

والسلام عليكم ورحمه الله و بركاته

الاتحاد https://www.alittihad.ae/details.php?…#ixzz1CAObuFx3

مشكــــــــــــورة الغالية

=)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.