الأيكيدو ·· فن السلام مع النفس والكون سلامة الحمل

الخبر من جريده الاتحاد

بسام عبد السميع:

ينصح المدرب العالمي عادل عبدالله آل علي الحائز على الدرجة الخامسة ”ايكيدوا” كل شاب بالتشبث بالأخلاق الكريمة، واحترام النفس، والتمسك بالعادات والتقاليد المبنية على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتنمية العلم والثقافة وقراءة القرآن الكريم.

ويطالب بإنشاء جمعيات خاصة معترف بها من قبل الدولة لفن الايكيدوا أسوة بجمعيات الرسم والهواة، لأن الأيكيدوا ”فن استخدام العصا والسيف”، لا تحتاج إلى اتحاد، بل إلى جمعية تمثلها في الدولة، حيث تتعدد الجمعيات التابعة لـالأيكيدوا، والتي تستخدم أكثر من خمسة وعشرين ”ستايلاً” على مستوى العالم.. لكن ما هي الأيكيدو؟ ومن أنشأها وكيف؟ وماذا تقدم للشاب؟

يقول عادل آل علي: ”الأيكيدوا” فن السلام والاتحاد مع الطبيعة الكونية للوصول إلى درجة إدراك عالية للفرد والدفاع عن النفس، مشيراً إلى أن هذا الفن نشأ في اليابان على يد المعلم الكبير ”مورايهي ياوشيبا” (1883- 1969 ميلادية)، ويضيف: ”ربما يظهر فن الأيكيدوا لمن يشاهده أشبه برقصة شعبية يابانية تحكي عن التراث الياباني، نظراً لكونه فناً ناعماً لا يحوي أي جانب عنيف أو متطلبات بدنية مرهقة، وهو رياضة روحية تهدف إلى تحقيق التناغم بين البدن والنفس والعقل، وتبدد التوترات المكبوتة في الجسد، وتساعد على حل الأربطة المنعقدة والتشنجات البدنية”.

عادل آل علي الذي تعلم الأيكيدوا منذ 8 سنوات يؤكد عدم وجود اتحاد عالمي لهذا الفن الذي يعتبر من الفنون التقليدية، موضحاً أن البداية الحقيقية للأيكيدوا كانت سنة 1948 ميلادية كبداية رسمية على مستوى اليابان. وأسسها ”مورايهي” في ”ايواما”، وسمي المركز الأول باسم ”آيكي ايباراكي دوجوا”، ثم ترك ”مورايهي” إدارتها لأحب تلاميذه ”موريهوروا سايتوا” الذي قال عنه: ”لقد سلمت أسرار الجوا ”العصا” والكين ”السيف” إلى موريهوروا سايتوا من الآن وبعد موتي، حيث أدى واجباته بكفاءة عالية. بدوره أورثها سايتوا الذي توفي سنة 2024 لابنه ”هيتو هيوروا سايتوا” الذي أخذ أسرارها عن أبيه، والمركز من أهم القاعات التي تستقطب ممارسي الأيكيدوا للتمرس على استخدام العصا والسيف.انتشرت الأيكيدوا بسرعة، وهي تستقطب مختلف الفئات العمرية بسبب انحدارها من تقاليد الرياضة التقليدية المعروفة ”ساموراي” وتعني الواجب أوالعمل. وفي عام 1960 هاجرت خارج اليابان إلى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا لنشر فن قوامه التنفس من دون أي استخدام لأي قوة عضلية أو عصبية، بل بالتنفس فقط، وقد كان الدمار الذي لحق بالمدينتين في الحرب العالمية الثانية الدافع الأكبر وراء ظهورها وانتشارها. تعلمنا الأيكيدوا أن أساس الحياة على الأرض هو التنفس، وأنه شرارة الحياة وومضتها، فحياتنا مرتبطة بالتنفس، وما دمت تتنفس فأنت تعيش ولكي تعيش لابد أن تتنفس، وكلما زاد تنفسك وتعمق كلما زاد إدراكك لما حولك، وأضاء عقلك بالفلسفة والنور والهدوء، وانكشفت لك الصورة الحقيقية عن الكون أكثر وأكثر، فإذا توقف النفس توقفت إقامتك، وفارقت العقل والحياة. والحكمة التي يخرج بها من يتعاطى هذا الفن، أن التوترات وعدم العيش في أسلوب عنوانه النور هو السبب وراء العقول التي لا تدرك السلم. الأيكيدوا -كما يقول آل علي- فن ميداني تتفاوت فيه الخبرات وليس فيه أحزمة، ولا مسابقات مثل الكاراتيه والجودو والتايكواندو، لأن القتال فيه مرفوض من حيث المبدأ، فالكل رابح ولا يوجد خاسر. واتباع نظام أي جمعية من جمعياته يصل باللاعب إلى درجة عليا، بعد اختبارات تضعها الجمعية التي يتبعها. ويعكف عادل حالياً على وضع كتاب مفصل بالصور حول قواعد ومبادئ فن ”تماشي ريوا” ليكون مرجعاً للمارسين، علاوة على قيامه بالتدريب في دبي ورأس الخيمة والمناطق الشرقية، وبعض الدول المجاورة الصديقة بين فترة وأخرى. وهو حريص على زيارة اليابان وكوريا وأميركا بين فترة وأخرى للاستزادة من معارف وخبرات الأساتذة المهرة.