تاريخ النشر: الثلاثاء 28 ديسمبر 2024
الاتحاد
كما يقولون “أنت ما كان يأكله أبوك”. وإذا كنت فأراً أو جرذاً، فأنت أيضاً ما كان يأكله والدك، أو هكذا قال باحثون من كلية الطب بجامعة ماساشوسيتس وجامعة تكساس في أوستين. ففي دراسة نُشرت في العدد الأخير من مجلة “خلية”، قال هؤلاء الباحثون إن النظام الغذائي للأب يؤثر على كيفية عمل جينات الأيض لدى المولود.
وقد أطعم أفراد فريق البحث بعض الفئران الذكور وجبات أكل عادية، بينما أطعموا مجموعة أخرى من الفئران أكلاً قليل البروتينات. واجتمع الفئران الذكور بالفأرات التي كانت تتبع نفس النظام الغذائي. فلاحظ الباحثون ظهور مئات التغيرات الجينية لدى مواليد الفئران الآباء الذين اتبعوا نظاماً غذائياً يُعوزه البروتين، بينما انعدمت هذه التغيرات لدى مواليد الفئران الذين كانوا يحصلون على نظام غذائي عادي فيه ما يكفي من البروتين. ولوحظ وجود هذه التغيرات حتى في الحالات التي لم يلتق فيها الآباء قط بأبنائهم الفئران. وكان من بين الجينات التي تغيرت بعض الجينات المسؤولة عن تكوُن الدهون والكوليستيرول.
وقال الدكتور أوليفر راندو، رئيس فريق البحث من جامعة ماساشوسيتس، إن الغرض من تلك التغيرات كان دعم الحالة الصحية لمواليد الفئران الجُدد من الذكور والإناث. وأضاف معلقاً “هذا يتماشى مع فكرة أنه عندما يكون الآباء جائعون، يكون من الأفضل للجنين تخزين السعرات الحرارية”.
وتُضيف هذه الدراسة أدلة جديدة على أن الآباء- بل وحتى الأجداد- يمكنهم أن ينلقون إلى أبنائهم ملامح وسمات من خلال ما يُصطلح عليه بعوامل التعبير الجيني. وفي بداية السنة الجارية، نُشرت دراسة في مجلة “نيتشر” كشفت أن الجرذان الذكور الذين كانوا يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالدهون رُزقت بمواليد إناث تعاني من اختلال تحمل الجليكوز.
وقال الدكتور راندو إنه من المحتمل جداً أن تكون للإنسان نفس ميكانيزمات العمل. وكانت دراسة شهيرة تُعرف باسم “أوفيركاليكس” قد أظهرت أن أحفاد الرجال الذين يتبعون نظاماً غذائياً ناقصاً خلال فترة يفاعتهم وشبابهم يكونون أكثر عرضةً للإصابة بأمراض السكري والقلب ومشكلات الوزن.
عن “لوس أنجلوس تايمز”