وما يحدث بشكل متكرر أن تضع الأم يدها على رأس طفلها فتحس بسخونته فتذهب فوراً إلى الطبيب منزعجةً ومرددةً هذه العبارة الشهيرة: يا دكتور (حرارة ابني مرتفعة).
إن الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة هي السبب الأول لزيارة طبيب الأطفال في جميع أنحاء العالم وتقريباً 95% من الأطفال يزورون الطبيب في السنة الأولى من العمر بسبب هذه الشكوى.
والحمى عرض وليست مرضاً فكل حرارةٍ تنتج عن مرضٍ ما لكن العكس غير صحيح.
@ ما هي الحمى ولماذا ترتفع درجة حرارة الجسم؟
– يتم تنظيم الحرارة في جسم الإنسان بواسطة مركز الحرارة الموجود في المنطقة الأمامية من الدماغ في منطقة ما تحت المهاد (hypothalamus) ويعمل هذا المركز على الحفاظ على حرارة الجسم حوالي 37درجة مئوية في الأحوال الطبيعية. عند ارتفاع درجة الحرارة يرسل مركز الحرارة إشارات عصبية إلى الأعضاء المسئولة وينتج عن ذلك انقباضات في الأوعية الدموية وقشعريرة ورجفان وتعرق وهذا ما يحس به المصاب بالحمى.
وارتفاع الحرارة غالباً ما ينتج عن مرض يؤدي لإطلاق الجسم لموادٍ مولدةٍ للحرارة كالالتهابات الجرثومية والفيروسية وفيها يكون ارتفاع الحرارة حاداً أي لفترةٍ قصيرةٍ (عدة أيام مثلاً) وهو الأكثر شيوعاً أو عن طريق حالاتٍ التهابيةٍ داخليةٍ كما في أمراض المناعة الذاتية وأشهرها مرض الثعلبة SLE ومرض التهاب المفاصل الطفولي التلقائي الشامل So-JIA وفيها يكون ارتفاع الحرارة مزمناً (قد يمتد لأسابيع) وفي بعض الحالات المرضية قد يجتمع المسببان الالتهاب الجرثومي وتفاعلات الجهاز المناعي كما في مرض الحمى الروماتيزمية.
التهاب اللوزتين والحلق سبب لارتفاع درجة الحرارة
@ ما هي درجة حرارة الجسم الطبيعية وكيف تقاس درجة الحرارة؟
– تتغير درجة حرارة الجسم خلال اليوم. معدل درجة الحرارة الطبيعي هو 37درجةً مئويةً لكنها قد تنخفض الى 36.1بين الساعة 4- 6صباحاً وقد ترتفع الى 37.5بين الساعة 6- 8مساءً. وتتأثر درجة الحرارة بحرارة الجو المحيطة بالطفل وبكثرة الملابس التي يرتديها.
ودرجة حرارة الجسم الطبيعية عند حديثي الولادة 35.5- 37.5درجةً مئويةً وعند الأطفال والبالغين 36.5- 37.5درجةً مئويةً وتعتبر مرتفعةً إذا كانت أكثر من 37.5درجةً مئويةً.
ويمكن قياسها بعدة طرق:
– عن طريق الإبط وهي الطريقة الأكثر أماناً لحديثي الولادة والأطفال تحت 6سنوات من العمر.
– عن طريق الفم وهو الأسهل للأطفال المتعاونين لأن الطفل يجب أن يبقى الثيرمومتر تحت اللسان لفترة من الوقت بينما الطفل الأصغر سناً قد يعضه ويكسره.
– عن طريق فتحة الشرج وهوغير مريح للطفل لكنه يعطي قياساً دقيقاً للحرارة الداخلية والتي تكون مرتفعة لو تجاوزت 38ولا ينصح باستخدامه لحديثي الولادة وللمصابين بالبواسير وأمراض القولون.
– عن طريق الأذن باستخدام الثيرمومتر الألكتروني وهو سهل الاستخدام ودقيقٌ وسريع النتيجة.
– عن طريق الجلد باستخدام الثيرموميتر الشريطي وهو عبارة عن شريطَ يوضع على الجبهة لكنه غير دقيقٍ.
ولا تدل درجة الارتفاع على خطورة الحالة المرضية فبعض الأمراض الخطيرة كالدفتيريا تكون مصحوبةً بحرارةٍ خفيفةٍ في العادة بينما التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية تكون مصحوبةً بحرارةٍ عاليةٍ قد تصل الي 40درجة أو أكثر وعادة تكون مصحوبةً بعلاماتٍ أخرى للمرض. وأحياناً يسبق ارتفاع الحرارة ظهور الطفح الجلدي بعدة أيام كما في الحصبة والحصبة الألمانية.
@ ماذا يفعل الوالدان عند حدوث حمى لطفلهما؟؟
– يفضل تخفيف ملابس الطفل ما أمكن وعدم تعريضه للتيارات الهوائية.
إعطاء الطفل سوائل بصورةٍ جيدةٍ لأن الجسم عند نقص سوائله ترتفع درجة حرارته أكثر.
عمل كمادات كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم فوق الجبهة وحول الرقبة وتحت الإبط.
ويجب تماماً تجنب وضع الطفل تحت الماء البارد مباشرة ويمكن غسل جسمه بالماء العادي.
ومن الممكن إعطاء الطفل خافض للحرارةٍ (عن طريق الفم أو تحاميل شرجية) حسب وزن الطفل كما في نشرة الدواء المرفقة به لكن يجب الحذر عند استخدام هذه الأدوية فقد أوضحت دراسة للباحثين في مجال التمريض من أستراليا أن 50% من الأطفال الذين يُصابون بارتفاع درجة حرارة الجسم يتلقون من والديهم جرعاتٍ غير مناسبةٍ من الأدوية الخافضة للحرارة، وأن حالات التسمم نتيجة تناول جرعاتٍ تتجاوز الحد المسموح منها قد تضاعفت ثلاث مرات خلال العشرين سنة الماضية وربط هذا بزيادة قلق الوالدين عند ارتفاع درجة الحرارة.
خافض للحرارة على شكل شراب
ويجب زيارة الطبيب فوراً وبدون تأخير إذا كان الطفل صغيراً (عمره أقل من سنة وخاصة من هم أقل من 3أشهر) أو عند وجود أحد الأعراض التالية في أي عمر: تشنجات حرارية. قيء مع إسهال، ازرقاق في اللسان أو الشفاه، زيادة في معدل التنفس، عدم القدرة على الرضاعة أو الشرب، طفح جلدي أحمر أو أزرق، بكاء مستمر لا يتوقف، تغير في لون البول أو البراز، تغير سلوك الطفل مثل عدم القدرة على اللعب أو الضحك أو النوم العميق والصعوبة في إيقاظ الطفل، تغير في درجة الوعي (غيبوبة).
ودائماً يجب التأكد من الحالة العامة للطفل لأنها المعيار الأساسي لتقييم حالة الطفل المرضية بمعنى التأكد من أنه في حالة جيدة ونشيط ويمارس حياته ونشاطه الطبيعي مثل اللعب والأكل والشرب.
مشكوره على الموضوع الامميز