"أف.. أليس لي عمل غير مراجعة المدرسة والإدارة والمعلمين؟ ! .. وضعت ابني في مدرسة خاصة مقابل مبلغ كبير حتى ارتاح من متابعته .. مكالمات، اجتماعات، مؤتمرات، واجبات، .. وبعدين ؟ !" .
هذا التذمر جاء على لسان أحد الطلاب نقلا عن والده.
هل يدرك ولي الأمر هذا أهمية لقائه مع معلم أو معلمه ابنه أوبنته ؟ هل وفرت له المدرسة البيئة المناسبة للتواصل؟ هل شعر من خلال ابنه بأهمية مثل هذه اللقاءات ودورها في تحسين تحصيل وسلوك ابنه كي ينقلب تذمره إلى ترحيب وإقبال كلما اتصلت به المدرسة لحضور اجتماع أو الاشتراك في مجلس الآباء أو متابعة الواجبات البينية؟
ما أهمية العلاقة يبن المدرسة والبيت؟ كيف يساعد ولي الأمر في تحقيق نجاح وتفوق ابنه؟
لقد أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث أن اشتراك ولي الأمر في تعلم ابنه وتربيته يرتبط إيجابيا بتحصيله الأكاديمي خاصة عندما يكون الابن في المراحل الدراسية الأولى، كما كشفت أيضا عن دور هذا الاشتراك في تغير سلوك الطالب الصفي، واتجاهاته نحو المدرسة، والمدة الزمنية التي يقضيها في أداء واجباته المدرسية، وتوقعاته لمستقبله، وحضوره وغيابه ودافعتيه، واستمرارية بذله للجهد الدراسي.
كذلك بينت هذه الدراسات أن التواصل مع المدرسة ينحسر غالبا مع تقدم الطالب في مرحلة الدراسة لأسباب عدة منها تدرج المنهاج في الصعوبة مما يصعب إمكانية تدخل ولي الأمر، وتعدد معلمي ومعلمات الأبناء بخلاف الصغار الذين تعلمهم معلمة صف واحدة، وبدء نمو شعور بالاستقلالية لدى الطالب أو الطالبة.
ويمكن للتواصل بين البيت أو المدرسة أن يكون بالأشكال التالية:
• اشتراك ولي الأمر في عضوية مجالس الآباء والمعلمين .
• مواظبة ولي الأمر على حضور اللقاءات الدورية بين المعلمين وأولياء الأمور للاطلاع على نتائج الطلبة .
• مساعدة ولي الأمر لابنه في أداء الواجبات البيتية وتقييمها .
• الاتصال المتبادل والمستمر بين ولي الأمر وكل من إدارة المدرسة والمعلمين .
إن دمج ولي الأمر في عملية تعلم ابنه واستمرار التواصل بين البيت والمدرسة يحقق الفوائد التالية :
• يزيل أي سوء فهم أو إشكال يمكن أن ينشأ بين المعلم وولي الأمر فيما يتعلق بالدوافع والاتجاهات والمقاصد ، فقد يفهم ولي الأمر تصرف معلم ما مع ابنه خطأ ، فتثور ثائرته مما يوسع الفجوة بينهما، ويؤثر سلبا على علاقة المعلم بالطالب.
• نمو قدرة الآباء على العمل كمصادر للتطور الأكاديمي والاجتماعي والنفسي لأبنائهم
• زيادة مهارات ولي الأمر وثقته بقدراته التعليمية وبالتالي تحسين إمكانية كونه نموذجا يحتذيه ابنه .
• زيادة وتعظيم دور ولي الأمر في تحسين صورة المدرسة في المجتمع .
دور ولي الأمر كمساعد في أداء الواجبات البيتية :
تاليا بعض الأسئلة التي يتداولها أولياء الأمور حول دورهم في الواجبات البيتية التي تعتبر الرابط الأهم بين المدرسة والبيت :
** كيف أساعد ابني للاستفادة من الواجب البيتي أكثر ما يمكن ؟
إن الكثير من الطلبة لا يحبون الواجبات البينية . غير أن الأبحاث والقراءات تشير إلى أن الطلبة الذين يقضون وقتا أطول في التعيينات والواجبات يحصلون على علامات أعلى .
ويمكن لولي الأمر المساعدة في تطوير عادات دراسية جيدة واتجاهات إيجابية لدى ابنه ليبقى متعلما طويل الأمد .
والمساعدة تعتمد على مستوى الطالب وعاداته الدراسية ؛ فالصغار يحتاجون مساعدة أكثر. تأكد أولا أن ابنك يفهم التوجيهات ، دعه يعمل تحت إشرافك ، أعمل معه ، تأكد من إجاباته بعد الانتهاء أره كيف يصحح الأخطاء ، تجنب أداء واجب أبنك فالمعلم يحتاج معرفة مكامن مشكلاته الدراسية .
دع ابنك يشعر باهتمامك به من خلال سؤالك عن واجباته ومناقشتها معه ومتابعة اطلاع المعلم عليها .
** لماذا يعطي المعلمون الواجبات أصلا ؟
إنهم يفعلون ذلك من أجل :
– مساعدة الطلبة على فهم ومراجعة العمل الذي أعطي في الصف .
– التأكد من فهم الطلبة للدرس .
– مساعدة الطلبة على تعلم كيفية إيجاد واستخدام معلومات حول الموضوع الذي درسوه.
** ما الوقت الذي ينبغي على الطالب قضاءه يوميا في أداء واجباته ؟
يتفق معظم المربين على أن :
– الأطفال في الروضة والصف الأول الأساسي يقومون بأعمالهم داخل المدرسة .
– الأطفال في الصف الثاني ينبغي أن لا تستغرق واجباتهم المنزلية ينبغي أكثر من نصف ساعة .
– الأطفال من الصف الثالث حتى السادس الأساسي يمتد الوقت الذي يقضونه في أداء الواجبات إلى الساعة .
– أما الصف السادس فأعلى فالوقت يختلف حسب الموضوع ، وقد يتخذ الواجب شكل مشاريع أو تقارير أو أبحاث تكون مهلة إحضارها أسبوع عادة ، وهم هنا يحتاجون إلى المساعدة في وضع خطة العمل ليعاد الواجب في الوقت المحدد .
وفي كل الأحوال بإمكانك كولي أمر الاستفسار من المعلم حول الوقت المتوقع قضاؤه في أداء الواجب البيتي .
** هل يرتاح المعلمون فعلا حينما اسألهم عن واجبات ابني أم ينزعجون لذلك ؟
إنهم يرغبون في ذلك ولا شك ، فهم يعطونك التعليمات حول سبل مساعدتك لابنك ويسرون عند اتصالك بهم ، وهم افضل من يعلم بجدوى إشراكك في عملية التعليم والتربية.
** أحد أبنائي يعمل بجد ، ولكن ما زال لديه مشاكل في أداء الواجبات المدرسية . ما الذي افعله؟
اطلب من ابنك أن يسأل معلمه عن أي شي لا يفهمه . قد يخصص المعلم له وقتا إضافيا في حصص فراغه ، وقد يفعل ذلك في الحصة الصفية دون أن يشعره بأنه يميزه ، ينبغي أن تلتقي في المعلم مرارا لمتابعة تحسن ابنك ، وإذا استمرت المشكلة فضع خطة بالتعاون مع المعلم للتوصل إلى حل جذري .
** يشعر ابني بالملل من أداء الواجبات البيتيه ..هل هذا طبيعي ؟
طبيعي جدا . لكن إن استمر عليك بحث الأسباب بالحديث مع معلمه ، فالمعلم يريد أن يتعلم الطالب من الواجب ، أخبر المعلم عن شعور ابنك تجاه الواجب ، فهذا يجعله يوفق بين قدرات ابنك ونضوجه.
** عندما أسال ابني هل لديك واجب أم لا ؟ يقول : انتهيت ، أو ليس لدي واجبات . كيف أتأكد من ذلك ؟
اجعل من الدراسة وليس الواجب فقط عادة يومية ، دعه يراجع دروسه اليومية ويحل التدريبات حتى لو لم يكن لديه واجب . اجعل المعلم يعرف بأنك راقبت أداء ابنك فهو يحب ذلك. لا تسأل ابنك يوميا عن الواجبات .. افترض أن لديه يوميا ما يفعله في البيت .
** ماذا لو لم أفهم واجبات ابني ؟
لا بأس في ذلك ، فدورك يتمثل في تشجيع ابنك ومراقبة تقدمه وتأمين المساعدة له من المكتبة أو الانترنت أو الحديث مع المعلم ، فليس من الضروري أن تكون خبيرا في موضوع ما حتى تساعد ابنك في واجباته ، فهناك وسائل شتى للمساعدة.
** ماذا لو لم يكن ابني يعيد الواجب إلى المعلم للاطلاع عليه؟
اطلب من ابنك ذلك دائما ، اجعله يعرف بأنك لن تقبل أي سلوك من هذا القبيل . لا تنتظر حتى ظهور العلامات لتعرف أن لدى ابنك مشكلات أو أن مشكلاته قد حلت . اتصل بالمعلم أسبوعيا حتى تتأكد من أن ابنك يطور عادات جيدة.
** هل علي مكافأة ابني على أداء واجباته أو حصوله على علامات جيدة ؟
نبغي أن تشعر ابنك أنه أدى مهماته بكفاءة ، أظهر له الفخر والاعتزاز به حينما يقوم بجهد بغض النظر عن النتيجة ، تجنب المكافأة المالية والهدايا فهو سيربط أداءه لواجباته بالنقود ، نظم بعض النشاطات والاحتفالات العائلية كمكافأة تعزز دوره في الأسرة .
وإليك عزيزي ولي الأمر بعض النصائح العامة فيما يتعلق بالواجبات البيتية :
• افترض أن لدى ابنك واجبات يوميا.
• اسأل ابنك إن كان يفهم واجباته أم لا. إن لم يكن كذلك شاركه في حل الأمثلة التي تقوده بالتالي إلى حل الواجب .
• اطلب رؤية واجبات ابنك بعد اطلاع المعلم عليها .
• ابق على تواصل مع المعلم حول دراسة ابنك ، اسأله عن دورك في دعم دراسته .
• تذكر دائما .. أنت والمعلم تسعيان لنفس الهدف ؛ مساعدة ابنك .
• لا تحرج من التواصل مع المعلم إن كنت لا تفهم واجبات ابنك أو عند وجود مشكلة .
• لا تحل واجبات ابنك مطلقا ، دعه يفعل ذلك بنفسه .
• دع ابنك يشعر بأنك تقدر الواجب وتهتم به . اسأل عنه ذلك بعد عودتك من العمل .
• امدح ابنك عندما يبذل جهدا ، اجعل ذلك عادة .
• احتفظ بملف لأعمال ابنك الجيدة .
• اطلب من المدرسة إرشادات وتوجيهات حول سبل مساعدتك لابنك .
• ساعد أبناءك الكبار في تنظيم واجباتهم واحرص على تعليمهم استخدام أجندة المواعيد اليومية ، دعهم ينظمون أداءهم للمشاريع والاختبارات والأبحاث المطلوبة منهم .
أتمنى الإفادة للجميع
منقول . د. محمد سليم بشارات 2024 . أهمية التواصل بين البيت والمدرسة