معاشرتها بالمعروف ، ومعاملتها بالحسنى ، كأن يشفق عليها ، ويحسّن خلقه معها ، فإن ذلك من علامات الإيمان ، وخير الناس خيرهم لأهله ولنسائه .
– أن ينفق عليها بالمعروف ، وهو في حدود المسكن الصالح الذي تصان فيه حرمة الزوجة ، واللباس الصالح الذي يصونها من الابتذال ، والطعام الصالح الذي يغذي الجسم ، وهو على قدر الاستطاعة المالية .
– أن ينبسط معها في البيت ، فيسرّ للقائها ، ويستمع إلى حديثها ، ويمازحها ويداعبها ، ويلاطفها ، ويدخل السرور على قلبها بهدية أو أي شيء تحبه ، وأن يشكرها على ما تقوم به من أعمال كأن يقول لها : بارك الله فيكِ … وأن يرتاح لها وترتاح له ، وأن يبث لها أسراره ، ويشاورها في أموره ، ويأخذ برأيها إن لم يكن فيه مخالفة أو معصية …
– أن يحسن إليها على الدوام ، فيكلمها برفق ، ويتجاوز عن بعض الهفوات ، ويقدم لها النصح بلين ، واحتمال الأذى منها ، والحلم عند طيشها وغضبها ، ولو راجعته في الكلام ، ولا يتركها في البيت الساعات الطوال دون أن يتكلم معها ، أو يحدثها ، أو يجالسها ، بل عليه أن يجالسها ، ويؤاكلها …
– أن يتزيّن ويتجمل لها ، كما يحب هو أن تتزين وتتجمل له ، فلها مثل الذي عليها ، فيظهر بمظهر حسن ، فيلبس أجمل ثيابه وأجودها ، وأن ينظف بدنه وثيابه ، ويعتني بسنن الفطرة ، كتقليم أظافره ، وقص شاربه ، وتسريح لحيته وشعره ، وحلق عانته ، ونتف إبطه ، وتنظيف أسنانه – بسواك أو بفرشاة – وأن يتطيّب ويتعطر ، ولا يأكل طعاماً يؤذيها برائحته ؛ كبصل أو ثوم ، وأن يكف عن التدخين – إن كان مدخّناً – فهو حرام ، وفيه إيذاء للنفس وللآخرين وخاصة زوجته ، ورائحته منفرة …
– أن يغار عليها في حدود الاعتدال ، كأن تتكلم مع أحد من حاجة ، أو تصافح أجنبياً عنها ، أو تذهب للطبيب لوحدها ، أو للسوق بمفردها … ولا يتساهل معها في كل ما يؤذي شرف الأسرة ، أو يعرضها لألسنة السوء … فمن لا يغار على عرضه فهو الديّوث الذي لا تثور فيه الحميّة إذا تعرضت زوجته للسوء .
– أن لا يبالغ في إساءة الظنّ ، والتعنت ، وتجسس البواطن ، فغيرة الرجل على أهله من غير ريبة يبغضها الله تعالى .
– أن لا يهجرها إلا في البيت ، وأن لا يهجرها في المضاجع مدة طويلة ، أو أن يزهد في معاشرتها ، فإن فعل ذلك وهو قادر مستطيع فهو آثم ، ومخالف لسنّة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يصوم ويفطر ويصلي ويرقد ويتزوج النساء ، فمن رغب عن سنته – صلى الله عليه وسلم – فليس منه – ولو كان الرجل إماماً عابداً زاهداً لا يحل له أن يترك زوجته ويهجرها لأجل العبادة – .
– أن لا يكلفها عملاً فوق طاقتها ، وخاصة إذا كانت مريضة ، أو حائضاً ، أو حاملاً ، أو نفساء ، ومن النساء من إذا كانت في هذه الحالة لا تستطيع أن تقوم بخدمة الزوج كما في حالتها الطبيعية ، فتجده يحاسبها حساباً شديداً على أقل تقصير ، وليس هذا من معاني الرحمة التي يجب أن تسود بين الزوجين .
– أن لا يتحدث الزوج عن أسرار الحياة الزوجية للناس فيما يدور بينه وبين زوجته من معاشرة وجِماع ، ويتفكه في ذلك في المجالس ، فينشر سرها ، ويهتك عرضها ، فإن فعل ذلك فهو من شرّ الناس .
– عدم الإضرار بها ، وعدم ضربها ، فإن كان لا بد من الضرب للتأديب – كأن يضربها على ترك صلاة ، أو الخروج من البيت بغير إذنه أو رغماً عنه ، أو ترك إجابته إذا دعاها للفراش وهي طاهرة من غير عذر لها كتعب أو مرض … – فيكون الضرب غير مبرح ؛ فلا يكسر لها يداً ، أو ساقاً ، أو سِنّاً ، ولا يسيل لها دماً ، ولا يستعمل في ضربه إياها سكيناً أو ، عصاً ، ولا أي آلة حادة أو قاتلة كمسدس ، ولا يضرب الوجه ؛ لأنه محل التكريم ، ولا يضربها على بطنها إذا كانت حاملاً ، ولا يضربها ضرباً يُسبب لها إعاقة مزمنة ، أو مرضاً مؤلماً
– إن كان له أكثر من زوجة ، فعليه أن يعدل بينهن في أمور كثيرة ؛ كالأكل والشراب ، والكسوة ، والمسكن ، والمبيت … ولا يلزم القسم فيما لا يملك من الحب ونحوه .
وصلى الله وسلم وبارك على النبي المبارك وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
الشيخ عرسان غازي حجاجرة
من كل ذنب عظيم ..