طرح كتب مادة التربية الإسلامية المطورة في ثلاثة صفوف بدءاً من 2024-2016
كشفت وزارة التربية والتعليم أنها بدءاً من العام الدراسي المقبل 2024-2016 سوف تطرح الكتب المدرسية المطوّرة لمادة التربية الإسلامية في صفوف الأول، والثاني، والثالث، وذلك على ضوء الوثيقة الوطنية المطورة التي اعتمدها أول من أمس المجلس الوزاري للخدمات لكي تطبق على جميع أنواع التعليم العام والمدارس الخاصة التي تطبق منهاج الوزارة.
وسوف تستكمل الوزارة طرح الكتب المطورة على باقي الصفوف في مختلف المراحل التعليمية وفقاً لخطة تعلنها في وقت لاحق.
3 محاور جديدة
وضمت الوثيقة المطورة لمنهج التربية الإسلامية التي حصلت “الاتحاد” على نسخة منها 3 تعديلات أساسية هي إضافة محور التسامح، وزيادة نسبة الأحاديث النبوية الشريفة، وكذلك إضافة موضوعات بحثية عن الأئمة الأربعة الإمام أبو حنيفة النعمان، والإمام مالك بن أنس، والإمام محمد بن إدريس الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل.
وسوف تضمّن الوزارة محور التسامح في كتب التربية الإسلامية من الصف الأول لغاية الثاني عشر بأسلوب يتوافق مع القدرة الاستيعابية للطلبة في كل صف دراسي. وتهدف الوزارة من إضافة هذا المحور إلى ترسيخ قيم التسامح والتراحم والابتعاد عن العنف، وتعزيز وترسيخ قيم التسامح الواردة في كتاب الله وسنة رسوله في عقلية المتعلمين.
كما تهدف إلى تعريف المتعلمين بمظاهر التسامح الفكري والأخلاقي وآثاره الإيجابية في الدنيا والآخرة وتعريفهم بصور التسامح في حقوق الإنسان في الإسلام. وكل ذلك يصبّ في خانة تكوين متعلم متسامح قادر على إدراك التنوع الثقافي والتعايش السلمي مع الآخرين.
أما محور الأئمة الأربعة، فسيكون جزءاً من كتب التربية الإسلامية للصفوف من السابع إلى الحادي عشر. وسوف يتعرف الطالب في الصف السابع على شخصية الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت ويكتشف دوره في تأسيس علم الفقه، وفي الصف الثامن يتعرف على سيرة إمام أهل المدينة مالك بن أنس ويبين منزلته العلمية في الفقه الإسلامي، وفي التاسع يتعرف على شخصية الإمام محمد بن ادريس الشافعي كاتب علم أصول الفقه ويحدد الأسباب التي أدت إلى نبوغه في الفقه الإسلامي.
أما في الصف العاشر يتعرف المتعلم على شخصية الإمام أحمد بن حنبل ويبيّن جهوده العلمية في تطوير الفقه الإسلامي، ليتعرف في الحادي عشر على أسباب اختلاف الفقهاء وظهور المدارس الفقهية الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية.
وتعتمد الوثيقة المطورة لمنهج التربية الإسلامية على 7 من المرتكزات هي السياسة التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تستند إلى الدين الإسلامي، وتوجيهها القائمين على التربية والتعليم إلى استحداث صيغ جديدة للتعليم تواكب التطورات الجارية وتعزيز كفاءته وفاعليته بما يحقق مزيداً من الاستجابة لاحتياجات المجتمع المتجددة.
كما ترتكز على دستور دولة الإمارات العربية المتحدة والذي ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع، وتراث الدولة وتاريخها بوصفهما جزءاً من التراث العربي الإسلامي مع مراعاة خصوصية بيئة الدولة، والاستراتيجية الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم 2024 – 2024 وما تضمنته من أهداف استراتيجية تتعلق بتطوير المناهج وتحقيقها جودة عالية لتهيئة الطلبة لمجتمع المعرفة، ووثيقة منهج التربية الإسلامية المعتمدة في وزارة التربية والتعليم في 2024، بالإضافة إلى التغذية الراجعة الميدانية.
ويقوم منهج التربية الإسلامية وفق الوثيقة المطورة على رؤية وسطية متوازنة سواء في النظر إلى التراث، أو الفقه، أو الواقع المعاصر، وذلك بهدف تكوين عقلية مرنة تنبذ التطرف وتدرك أهمية الاختلاف والتنوع وتسعى إلى التماس الحقيقة والإفادة من الحكمة أينما وجدت. كما أنه مبني على رؤية عملية للإسلام تجعل من تعلم المادة الدراسية مقدمة ضرورية لتكوين إنسان فاعل حضارياً، ومشارك اجتماعياً، قادر على بناء الأمة وتطويرها.
أما دواعي التطوير، فقد حددتها الوثيقة بـ11 نقطة هي خاصية الثبات والمرونة في الفكر الإسلامي والشريعة والتي تستدعي مراعاة المستجدات والتغيرات بما لا يتعارض مع الثوابت والأصول. ومن التغيرات التي لحظتها الوثيقة تطور الفكر الإنساني والتربوي والاحتياجات الإنسانية والمجتمعية، وظهور مشكلات تستدعي المشاركة في الوقاية منها فضلاً عن الإسهام في علاجها، وكذلك الانفتاح الثقافي والحضاري وظاهرة العولمة، وانعكاس التطور التقني على النظام التعليمي بشكل عام، والحاجة الماسة إلى مبدأ التعلم الذاتي والمستمر نتيجة للثورة المعرفية المعلوماتية، وتغير اهتمامات المتعلم وميوله وتحقيقاً لمبدأ التشويق والجذب في التعلم.
وتهدف الوثيقة المطورة لمنهج التربية الإسلامية إلى تحقيق 15 هدفاً هي ترسيخ قيمة العبادة -بمعناها الشامل لكل فعاليات الإنسان وسلوكياته- كمقصد أعلى لوجود الإنسان وكغاية تتمحور حولها حياة الفرد والمجتمع، وترسيخ منظومة القيم الفردية والجماعية، وكذلك مفهوم الإحسان والاستقامة بما يشمل عليه من تعميق لمفاهيم المسؤولية والمراقبة الذاتية، وتوثيق صلة المتعلم بالقرآن الكريم وبالحديث الشريف، وتحقيق تمام المعرفة بالشريعة مع ضرورة الربط الدائم بين الأحكام ومقاصد الشرع منها وحكمة الشارع فيها ثم توجيهها نحو بناء إنسان مسلم نموذجي في سلوكياته ومعاملاته.
ومن الأهداف أيضاً تكوين إنسان مسلم قادر على إدراك التنوع البشري وضرورته، ويحسن التعامل مع المخالفين له في العقيدة أو اللون أو اللغة أو الجنس، وتقوية علاقة المتعلم بالكون والبيئة المحيطة به، لبناء علاقة ايجابية معها، قوامها أسس الإسلام ومبادئه في التعامل مع مسخرات الله في الكون والحفاظ عليها. وترسيخ مفهوم الآداب في عقل المتعلم وتدريبه على ممارسة تلك الآداب في حياته اليومية، وترسيخ الوعي بمسائل الإيمان المبني على علاقة يقينية بين الإنسان المسلم وعالم الغيب بكل مكوناته وعناصره.
وكذلك تنمية العقلية النقدية التي تبحث دائماً عن الحقيقة، وتتطلع إلى اليقين، والمدركة أن التفكير المنهجي المنظم المنطلق من القرآن الكريم والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو الطريق الوحيد للوصول إلى معرفة يقينية في كل ما يتعلق بأمور الدين، وتعميق الصلة باللغة العربية وثقافتها على أساس أنها أهم ركائز بناء الهوية ومعيار الانتماء إلى هذه الأمة، وشعار الإسلام ووسيلة التواصل مع مصادره، تعميق الانتماء إلى الأمة الإسلامية على أساس أنها الجماعة البشرية التي يرتبط بها المتعلم بأواصر الدين والثقافة والمصير والغاية، وغرس حب النبي (صلى الله عليه وسلم) في قلب المتعلم من خلال معايشة السيرة النبوية في إيقاعاتها اليومية الشاملة بمختلف جوانب الحياة الإنسانية.
الاتحاددينا جوني (دبي)