ما الذي يسبّب ألم أسفل الظهر خلال الحمل؟
ألم الظهر أمر شائع يصيب الحامل، نظراً إلى أن هورمونات الحمل تُرخي المفاصل والأربطة والعضلات. ولا يخفّف الوزن الزائد من المشكلة، خاصّة أنّك ستميلين طبيعياً إلى الانحناء إلى الأمام ما يزيد الضغط على ظهرك.
يشكّل ألم اسفل الظهر ظاهرةً شائعة خلال الحمل، وربما يترافق مع ألم في أعلى الظهر، والكتفين، وبين الثديين وفي القفص الصدري. وقد يعاني بعض النساء من ألم العصب العرقي (عرق النسا) ، وهو ألم حاد ومفاجئ يصيب أسفل الساق. حتى أنّ بعض الحوامل يصبن بألم المفصل العاني (ألم الحوض). ويتمركز هذا الألم في المفصل العاني مقابل الحوض، ويكون نتيجة خللٍ في المفصل. (اقرئي هنا المزيد عن أسباب ألم أسفل الظهر خلال الحمل ).
يمكن للمشي والجلوس الطويل أو الوقوف بوضعيّة واحدة، أن تزيد ألم أسفل الظهر. وقد يبرز خلال الحمل أيضاً ألم في العصعص (عظمة صغيرة على شكل مثلث توجد في أسفل العمود الفقري لدى الإنسان) سبّبها كسور صغيرة ناتجة عن حادثة وقوع قديمة أو ولادة سابقة صعبة. أما العلاج الوحيد لكل هذه آلام فهو الراحة. ربما عانيتِ سابقاً من آلام في الظهر والرقبة والحوض، لكنّ الحمل سيزيد من حدّة هذه الأوجاع. حتى أنّك قد تشعرين مجدداً بآلام نتجت عن إصابتك بحوادث قديمة، مثل كاحل مكسور أو ديسك في العمود الفقري، وذلك عائد إلى تأثر الهورمونات في المفاصل، والعضلات والأربطة.
كيف أتجنّب ذلك؟
حاولي استخدام جسمك بطريقة أكثر فعالية. قفي منتصبة القامة، وابقي ذقنك منخفضاً. تجنّبي البقاء في وضعيّة واحدة لمدّة طويلة. إذا كانت طبيعة عملك تفرض عليك الوقوف طويلاً، بدّلي بالتناوب من قدم إلى أخرى واجلسي عندما يتسنّى لك ذلك وامشي خلال استراحة الغداء. وفي السرير، استخدمي وسائد (مخدات) عديدة كدعامة وأبقي فخذيك متوازيين لتجنّب التواء الساق. اتّخذي وضعيّة الجلوس ثم قفي على مهل.
لا تحملي الأغراض بنفسك خلال التسوّق، تسوّقي عبر الإنترنت أو اطلبي المساعدة من صديقة. تجنّبي حمل طفل على وركك، لأنّ ذلك يضيف ضغطاً على الظهر. لا تقومي بالأعمال المنزلية، وارتدي حذاءً مريحاً بكعبين عريضين ورباط مناسب لتجنّب الانزلاق والتواء كاحلك. ارتدي حمّالة صدر (سوتيان أو BRA)خاصّة للحوامل ذات مقاس مناسب ورباط عريض لتفادي الضغط على كتفيك وقفصك الصدري.
أمّا في العمل، فاطلبي حشوة قطنيّة للظهر أو كرسياً طبّياً ولا تشبكي رجليك. تفحّصي وضعيّة حاسوبك والفأرة وكيّفيها لتكوني مرتاحة. اتركي مكتبك بشكل منتظم لممارسة بعض التمارين الرياضيّة أو تنشّق الهواء خلال استراحة الغداء. اتخذي وضعيّة مريحة خلال القيادة وعدّلي مرآة السيّارة كي لا تضطرّي إلى تحريك رأسك بوضعيّات غير طبيعية لتنظري إلى الخلف.
إرشادات للمساعدة الذاتية
يمكن لتمارين بسيطة مثل المشي والتمدّد، تخفيف التصلّب والألم. لكن لا تجبري نفسك على المشي إذا شعرتِ بالألم. استريحي وإلا قد تجهدين أربطتك. كما أنّ السباحة مفيدة، لكن تجنّبي السباحة على الصدر الا إذا كان وجهك كاملاً في الماء، فبهذه الطريقة، تكون رقبتك وعمودك الفقري في خطّ مستقيم. أما اليوغا والتاي تشي وغيرهما من تمارين الاسترخاء فهي مفيدة، لكن أعلمي مدرّبتك أنك حامل.
التدليك
يخفّف التدليك من آلام الظهر لكن نتائجه مؤقتة فقط. إذا كان زوجك يقوم بتدليكك، لا تدعيه يدلّك الغمّازتين على جانبي أسفل العمود الفقري، لأنهما من المواضع التي تحفّز الانقباضات. وفي حال كنت تعانين من عرق النسا، تجنّبي التدليك المباشر على المنطقة المصابة حتى تتوضّح لك أسبابه، لأنّ ذلك قد يزيد الأمر سوءاً.
العلاج بالروائح العطرية
من شأن الاسترخاء في حمام من الزيوت الأساسيّة كالخزامى والإيلنغ والسّمسَق (لآلام العضلات) أن يكون مفيداً. يجب استخدام زيت الخزامى فقط في المرحلة الأوّلى من الحمل، لأنّه قد يحفّز الانقباضات. ولا تضعي سوى نقطتين أو ثلاث في آن واحد.
ويمكنك بدل ذلك استخدام قارورة مياه دافئة (وليست ساخنة) أو صنع كمّادة أو ضمادة عبر إضافة نقطتين من كل من هذه الزيوت الأساسيّة إلى المياه الدافئة. ثم قومي بنقع قطعة قماش في المياه وضعيها على المستدقّ أو الجزء الأرفع من الظهر.
أي من العلاجات المكمّلة قد تساعدني؟
قد تكون تقنية ألكسندر (وهي مجموعة من التمارين تساهم في التخلّص من الشدّ والتوتر في الجسم) مفيدة لأنّها تعلّمك كيفية استخدام جسمك بطريقة أكثر فعالية.
إذا كنت تواظبين على التمارين الرياضية، فاستمرّي في ذلك لكن انتبهي إلى ردّة فعل جسمك. كيّفي تقنياتك عند الضرورة، واشربي الكثير من الماء ولا تفرطي في التمارين كي لا ترتفع حرارة جسمك كثيراً.
العلاج بواسطة التدليك الارتكاسي على يد اختصاصي مؤهّل لعلاج الحوامل قد يكون مفيداً.
كشفت دراسات عدّة أنّ الوخز بالإبر يخفّف آلام الظهر والحوض خلال الحمل، لكنّ يجب إجراء المزيد من الأبحاث في هذا الإطار.
أما جبر العظام أو المعالجة اليدويّة لتقويم العظام فيساهمان أيضاً في تخفيف آلام الظهر خلال الحمل إضافةً إلى آلام أخرى ذات صلة مثل الحرقة في المعدة أو أوجاع الرأس . وكشفت إحدى المجلات أنّ العلاج اليدوي لتقويم العظام يخفّف من أعراض آلام أسفل الظهر لدى الحوامل. (استشيري دائماً أخصائياً معتمداً وخبيراً في علاج الحوامل).
ترتبط آلام الظهر، وعرق النسا وآلام الساق بالاكتئاب والقلق خلال الحمل، لكنّ نجهل ما إذا كانت هذه الآلام تسبّب الإكتئاب أم العكس. لكنّ العلاجات المكمّلة التي تغذّي حاجاتك العاطفية، قد تشعرك بالتحسّن بطريقة غير مباشرة.