وجوده مهم في كل مدرسة، وهو بوابة خير، تتعلم فيه الطالبات كثيرًا من أمور دينهن، ويسهم في حل مشكلاتهن، ويُنَمِّي مهاراتِ الإبداع عندهن، من خلال البرامج، والمسابقات، والأنشطة المتنوعة.
ولقد خرَّج المصلى كثيرًا من الداعيات والتربويات، ومن كان لهن دور كبير في بناء المجتمع.
وكثير من البنات كن يرمُقن المصلى من بعيد ولا يدخلْنَه، ثم كتب الله لهن المشاركةَ مع زميلاتهن، وعبَّرن عن سعادتهن الغامرة بعد ذلك بالنتيجة المفرحة التي وصلْنَ إليها، وشعرْن براحة نفسية، واطمئنان كنَّ يفتقدْنَه من قبل، وكم من الطالبات دخلن بوابة النجاح والتفوق في حياتهن الأكاديمية، والعملية، والاجتماعية من خلال المصلى.
فوائد المصلى
للمصلى أثر كبير في حياة الطالبة، فهو يعلمها روح العمل الجماعي، والمشاركة في النشاط العام والتوعية، ويربط الطالبة بكتاب ربِّها، حيث تحفظ ما تيسَّر لها من القرآن الكريم، وتتدرب على ترتيله، فترتبط به قولاً وعملاً
كما يرتقي بفكرها وثقافتها، ويدرِّبها من خلال برامجه على كتابة البحوث، وأدب الحوار والخطابة
ويقوِّي شخصيةَ الفتاة، وينمي ثقتها بنفسها، ويسهم في بثِّ الأخلاق الحميدة، وتأصيل القيم لدى الطالبات، عن طريق التوجيه والمحاضرات المتنوعة، واستضافة بعض المربيات والداعيات، كما يشجع الطالبةَ على التواصل مع المجتمع بعد الدوام المدرسي، والارتباط بمدارس تحفيظ القرآن الكريم.
والمصلى يوفر لكِ – أختي الطالبة – الصُّحبةَ الصالحة، ويساعدك على التفاعل مع الآخرين، والحب في الله، والاستفادة من نصائح الطالبات الصالحات، فالمرءُ على دين خليله، والطبعُ يَسرق الطبعَ، وقد أكرم الله عددًا من الطالبات، فأنقذهن من الوقوع فيما لا تُحْمد عقباه؛ حيث استفدْنَ من نصائح زميلاتهن فيما اعترض حياتَهن من مشكلات.
والمصلى يُحصنك ضد الشبهات، وتتعلمين من خلاله كيف تدعين إلى الله.
والمصلى يشجع الطالبة على الالتزام بالحجاب، وبالخلق الكريم، ويجعلها اجتماعية، وينأى بها عن الانطوائية، ويساعدها على المضي في طريق الخير والسعادة.
والمصلى يعلِّم الطالبةَ الترتيبَ، والعمل، والنشاط، حيث تتسابق الطالبات لترتيبه وتزيينه، ووضع لوحات مفيدة، وتعطيره؛ ليكون بالمظهر اللائق دائمًا.
والمصلى يحاول تصحيحَ كثير من المفاهيم لدى الطالبات حول القدوة الصالحة، وتجنب تقليد المشاهير من الفنانين والفنانات، والتحذير من القنوات الفضائية المنحرفة، وتوعية الطالبات من الإنترنت ومخاطره، والارتباط ذهنيًّا بعظماء الإسلام من السلف الصالح.
ولا شك أن أكبر تأثير للمصلى يكون – بعد توفيق الله – بإخلاص النية، والعمل الدؤوب، والتعاون بين الجميع .
فإلى التي لم تجرِّب أن تدخل المصلى للاستفادة من أنشطته المتنوعة، أقول لها:
بادري – أُخَيَّتِي – وسارعي، ولن تندمي – بإذن الله – وستشعرين بنبض جديد يسري في عروقك؛ لأن المصلى أحد مفاتيح السعادة لك، وستجدين مدرسات متميزات يستقبلْنَك بقلوب حانية، وأخوات صالحات ينتظرنك على أحرِّ من الجمر، تجمعهن بك رابطة الأخوة الإسلامية والحب في الله، فاستفيدي – يا بنيـَّتي – من أوقات الفراغ، وحصص الانتظار، والفسح.
* * *
وصلى الله على سيدنا محمد وآله
والحمد لله رب العالمين