أصدر الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم صباح أمس تعليماته بحذف الدرس الوارد في الصفحتين 76 و77 من كتاب التربية الإسلامية للصف الخامس من التعليم الأساسي من المنهج، وبإزالته إزالة مادية من الكتاب، بحيث يتأكد المعلمون والمشرفون من نزع الصفحتين المذكورتين، كما أمر بعدم وضعه ضمن الكتاب في طبعاته المقبلة. ويصور الدرس الذي نشرت “الخليج” في عدد أمس خبراً عنه مشفوعاً برأي للفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي رجال الشرطة وحوشا ومخالفين للقانون، فيما يصور اللصوص ضحايا.
وأبلغ الوزير “الخليج” ان وزارة التربية تعتذر للمجتمع عامة ورجال الشرطة خاصة عن هذا الخطأ غير المناسب، مبدياً استغرابه الشديد من وضعه من قبل لجان التأليف أولاً، ثم مروره هكذا على لجان المراجعة والتدقيق والتصحيح، ومتعهدا بمحاسبة المسؤولين عن الخطأ.
وقال: انه كلف بعد قراءته الخبر وعودته للنص المقصود فريق عمل مؤهلاً مراجعة كتب المناهج التي تدرس لأولادنا بشكل سريع، وذلك بغرض التخلص من أي مادة سيئة، أو لا تنسجم مع التوجهات والرؤى المطروحة وتتعارض مع سلامة المجتمع وقيمه.
ولفت وزير التربية الى أن تأليف مناهج مواد مثل التربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية والمواد الاجتماعية إجمالا مهمة شاقة وصعبة، ولا بد من أن يتصدى لها مؤلفون ومربون أكفياء، خصوصا مع غياب معايير متفق عليها تحكم عملية التأليف، كما هو حاصل مع الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها من المواد العلمية، مشيرا بشكل خاص الى ان درس “الشرطة” في المادة المحذوفة لا ينسجم خصوصا مع وثيقة التربية الإسلامية التي انتهت الإمارات من إعدادها وتشتمل على معايير يمكن أن تعمم عالمياً.
وقال: إن القصة الواردة في الدرس تبعث رسالة سيئة عن الشرطة ودورها، وتجعلهم مجموعة تستغل مناصبها في سبيل بسط سيطرتها على المجتمع، وهذا مناقض لواقعنا في الإمارات، وإذا كان الدرس يعكس من قريب أو بعيد صورة بعض أجهزة الشرطة في بعض البلاد المرتسمة ربما في أذهان بعض المؤلفين، فإنها لا تعبر أبدا عن جهاز الشرطة في بلادنا، وهو الذي يعمل الى جانب المؤسسات المدنية في تحقيق الأمن والعدل واستقرار المجتمع والوطن.
الى ذلك، علمت “الخليج” ان الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي ثمّن خطوة “التربية” في اتصال أجراه معه وزيرها، ووصفها ب “المطلوبة” و”الحضارية”.
يذكر أن القصة الواردة في الدرس المحذوف تحت عنوان “اقرأ ثم استنتج” تتناول سطو بعض اللصوص على قصر أحد الأثرياء ثم تصدي الشرطة لهم، ما أدى الى مقتل اثنين من افراد الشرطة وجرح ثلاثة، وعندما سيق اللصوص الى مركز الشرطة قام أفراد الشرطة بضربهم انتقاما لما حدث لزملائهم.
نقل اللصوص الى المستشفى، تضيف القصة، لأن حالتهم سيئة، وكشف عليهم الطبيب المختص ثم كتب تقريرا عما رآه من تعرض اللصوص لإصابات وجروح، فغضب مدير الشرطة حين علم بذلك، وطلب من الطبيب تغيير التقرير لأنه يضّر بأفراد الشرطة، لكنه أبى لأنه لا يستطيع أن يكتب غير الحقيقة، فهدده مدير الشرطة بطرده من المستشفى، فرد عليه قائلا: أنا لا أخاف إلا الله، وافعل ما تريد.
ثم يطلب الدرس من الطلاب الإجابة عن الاسئلة الثلاثة التالية: بم تصف الطبيب عندما رفض أن يغير تقريره؟ عن ماذا كان يدافع الطبيب؟ ممن كان يخاف الطبيب؟
يذكر أيضا ان لجنة تأليف الكتاب مكونة من ثمانية مؤلفين من مختلف مناطقنا التعليمية برئاسة استاذ في احدى جامعاتنا الوطنية، كما ترد أول الكتاب أسماء أستاذين جامعيين وموجه تربوي هم أعضاء اللجنة التخصصية لمراجعة مناهج التربية الإسلامية.
منقول من جريدة الخليج
مشكوره هنوده