تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » «الكلاميديا» جرثومة تناسلية شريرة مانعة للحمل والإنجاب للصحة

«الكلاميديا» جرثومة تناسلية شريرة مانعة للحمل والإنجاب للصحة

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

تاريخ النشر: الأربعاء 05 يناير 2024
الاتحاد

ما أن يسعد الزوجان بحياتهما الزوجية الجديدة وما يحملان من أحلام بالسعادة والاستقرار، سرعان ما تتعلق أحلامهما وسعادتهما بالإنجاب والرزق بالأبناء والذرية، وهو أمر طبيعي وفطري في حاجتنا البشرية والإنسانية إلى الامتداد واكتمال دورة الحياة. وقد يصادف الزوجان ظروفاً معينة تقلل من فرصتيهما للإنجاب بعد الزواج مباشرة، ومن ثم تبدأ رحلتهما في البحث عن الأسباب، ويراودهما القلق والخوف من الذهاب إلى الطبيب المختص حتى لا يكتشف أحدهما أنه السبب.

تقول الدكتورة ختام العامري اختصاصية أمراض النساء والولادة بمركز المدينة الطبي في أبوظبي: «هناك أسباب شائعة لتأخر الحمل أو العقم، وهي في مجملها عوامل متشابهة في أنحاء العالم كافة، ولو أن نسبة انتشارها تختلف من بلد إلى آخر. والعقم سبب يتم تشخيصه بعد استمرار العلاقة بين الزوجين لمدة عام دون حدوث أي حمل، وهو مشكلة طبية يتساوى فيها الرجل والمرأة بنسبة 35% لكل منهما، وفي حالات أخرى يكون بسبب عوامل مشتركة بين الرجل والمرأة معا أو لسبب غير معروف. ولعل السبب الرئيس هو تكيس المبيضين عند الأنثى، لأسباب غير معروفة أيضاً بشكل مؤكد، والرأي السائد يغَلب التغيرات التي طرأت على نظام حياتنا وطبيعة ما نتناوله بشكل عام وما يرافق ذلك من اضطرابات في التمثيل الغذائي، حيث لوحظ ارتفاعها مع الإصابة بالسمنة وداء السكري، وبوجود مقاومة لفعالية أنسولين الجسم الطبيعي. ومن النظريات من تربط إصابة الابنة بإصابة أمها لعامل ما أثناء فترة حملها. وعادة ما تكتشف الإصابة عند سن البلوغ وظهور اضطرابات وخلل في الدورة الشهرية، وهي حالة تعالج بضبط واتزان الهرمون في جسم الزوجة، مع بعض الإرشادات النفسية والغذائية والصحية والتشجيع على ممارسة الرياضة. ويتم التشخيص بإجراء فحوص للدم، والتصوير بالسونار للكشف عن وجود التكيس ودرجته.

أما عن فرص العلاج، فتقول الدكتورة العامري: «العلاج يبدأ بالطرق التحفظية البسيطة، مثل الإرشاد لنظام حياتي صحي وسليم والمحافظة على الوزن الطبيعي، وتنشيط الغدة النخامية وإصلاح الاختلال في نسبة الهرمونات، وكلها عقاقير تؤخذ لتنظيم الدورة الشهرية وتنشيط البويضات ما يساعد على سرعة حدوث الحمل، وأحياناً يلجأ الطبيب المعالج إلى العلاج الجراحي في الحالات القليلة التي لا تستجيب للعلاج لإزالة كمية من القشرة المتكيسة على المبيض. وهي عملية بسيطة للغاية تبقى فيها المريضة لمدة يوم في المستشفى. ونسبة النجاح تتعدى أكثر من 70% في علاج الحالة المرضية بالمبايض، حيث تزيل نسبة الهرمونات العالية المسؤولة عن ظهور الشعر والبشرة الدهنية وبثور حب الشباب، كما تؤدي إلى انتظام الدورة بدرجة كبيرة. وعلى الرغم من نسبة النجاح الكبيرة، فإنها ليست فورية، فلا يحدث الحمل مباشرة بعدها، ولكن غالباً بعد ستة أشهر إلى سنة من إجراء العملية».

الالتهابات التناسلية

تكمل الدكتورة العامري: «كما تتسبب الالتهابات التي تصيب أعضاء المرأة التناسلية في تأخير الحمل. وتنقسم هذه الالتهابات إلى نوعين، نوع خارجي، ونوع آخر داخلي تصل فيه الجراثيم أو مصادر الالتهابات إلى الداخل، وتؤثر بالتالي في خصوبة الأنثى وقدرتها على الحمل. وتسمى هذه بالالتهابات التناسلية الجنسية. فلو أُصيبت المرأة بمرض تناسلي مثل أمراض، السيلان والكلاميديا وغيرهما من الأمراض الجنسية الخطرة لكونها تدخل إلى الرحم والحوض فتؤثر في بيئة الإخصاب، وغالباً ما تسبب حدوث التصاقات داخلية مما يسهم في تقليل فرص التلقيح. وهذه الحالة يتطلب علاجها الاستعانة بكورس كامل من المضادات الحيوية الفعالة. وأحياناً يكتشف المعالج من خلال فحص المنظار وجود التصاقات حول المبيض والأنابيب، فأول سبب يخطر في باله، هو أنه قد يكون نتيجة لخضوع السيدة لعملية جراحية قديمة أو إصابتها بحمى النفاس البكتيرية. وهذه العدوى البكتيريا يرافقها أعراض كثيرة مثل ألم شديد وحمى وتكون إفرازات وقيء، وعادة ما تستدعي حجز النفساء بالمستشفى. وان أشارت المرأة إلى أنها لم تخضع لهاتين الحالتين، فيبقى الاحتمال الثالث والأكثر وروداً هو إصابتها بالكلاميديا. وهي جرثومة من الجراثيم التناسلية الشريرة؛ لأن أذاها يتطور تدريجياً ويحدث في صمت، وعادة لا تدركها الأنثى إلا بعد حدوث مضاعفاتها الخطيرة، أي تكون الالتصاق الذي يؤثر على القدرة على الحمل. ويتطلب العلاج هنا خضوع الزوج والزوجة لكورس علاج عقاقيري لمدة أسبوعين، ومن ثم إعادة الفحص للتأكد من القضاء عليها. ولو تم تشخيص هذه العدوى قبل حدوث ضرر دائم في الأنابيب سيكون في شفائها وقاية من الأذى والتعقيدات المستقبلية. أما لو شخصت بعد حدوث الأذى بأنابيب الرحم «قنوات فالوب» فتعتمد فرصة العلاج على نسبة الضرر. فلو كان الالتصاق خفيفاً، هنا يمكن إزالته بشكل دقيق وحساس من خلال المنظار الجراحي ومن ثم تصحيح الأنابيب، ولكن لو كان قد تسبب بانسداد في الأنابيب، فهنا ليس هنالك من حل يمكن حمل المرأة، إلا من خلال الخضوع للحمل عن طريق الأنابيب».

اضطراب الدورة

عن اضطراب الدورة الشهرية عند الأنثى، تقول العامري: «قد تحدث لدى البعض حالة من اضطراب الدورة الشهرية، بحيث تأتيها مرتين شهرياً، فهذه قد تكون نتيجة المعاناة من اضطراب هرموني وليس ذلك شرطاً على هرمونات المبيض، بل قد تكون خللاً في وظيفة وإفرازات الغدة الفوق الكلوية (الكظرية) التي تفرز هرمون الكورتيزول، أو خلل في غدة أخرى، فالمرأة عبارة عن كتله من الهرمونات ان اختل أحدها اختل الآخر».

الكلاميديا والسيلان

تبين الإحصائيات أن عدوى الكلاميديا أكثر الجراثيم التناسلية انتشاراً في بعض البلدان، وتقل نسبة الإصابة بمرض السيلان؛ لأنها مصحوبة بأعراض مباشرة مثل الألم والحرقة مما يجبر المصاب على الاستشارة الطبية للتشخيص والعلاج. في ما يبقى كثير من المصابين بالكلاميديا من دون علم وينتقل دون دراية، وهو ما سبب انتشاره، وأيضاً سبب خطورة لكونه لا يكتشف إلى بعد حدوث المضاعفات.

عقم غير مفسر

تسمى هذه بحالة عقم أو تأخر الحمل غير مفسر أو معروف السبب، وهذا معناه أنها تعاني مشكلة لم يتمكن العلم من التعرف إليها وتفسيرها. بيد أن ذلك لا ينكر تطور العلم والتقدم المهول في مجال العقم وطفل الأنابيب. كما ظهرت فحوص تشخيصية جديدة توفر معلومات عديدة، مثل تحليل جديد للرجل لا يقتصر على تحديد كمية وشكل الحيوان المنوي، بل على تقييم كفاءتة الوظيفية أي قدرته على تلقيح البويضة.

بوركتي
يزاج الله الف خير

للرفع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.