ويقول الخبراء إنه في حال إثبات هذه النظرية، سينضم الأنسولين إلى قائمة من العوامل – كالعوامل الجينية – التي تلعب دوراً في إطالة العمر. وفي حقيقة الأمر، فإن دراسات أجريت في الماضي على الحشرات والديدان أوحت بأن خفض فعالية الأنسولين – وهو الهرمون الذي ينظم مستوى السكر في الدم – قد يؤدي إلى إطالة العمر.
أما الدراسة الجديدة التي نحن بصددها، فقد ركزت بحثها على تأثيرات البروتين الذي يطلق عليه (IRS2) الذي ينقل ايعازات الأنسولين إلى الخلايا الدماغية. وقد توصلت الدراسة إلى أن الجرذان التي يسجل في دمها نصف الكمية من هذا البروتين تعيش بالمعدل لمدة تتجاوز الفئران الأخرى بحوالي 18 في المئة. وهذه الجرذان ازدادت فعالية مع العمر وشابهت قدرتها على تمثيل السكر تلك التي عند الجرذان الأقل عمراً، بالرغم من وزنها الزائد وزيادة نسبة الأنسولين في دمها.
وقال الباحثون إن هذه الفئران "المهندسة" تعيش لمدة أطول لأن الأمراض التي عادة ما تفتك بها – كالسرطان وأمراض جهاز الدوران – تتأخر بفعل نقص الايعازات الأنسولينية للخلايا الدماغية رغم زيادة نسبة الأنسولين في الدم. وأضافوا أنه قد يكون ممكناً في المستقبل إنتاج عقاقير تخفض فعالية بروتين (IRS2) للإتيان بنفس التأثيرات، إلا أن هذه العقاقير يجب ألا تؤثر إلا على الخلايا الدماغية.
يقول رئيس فريق البحث الدكتور موريس وايت من معهد هوارد هيوز الطبي إن أبسط سبيل لإطالة العمر يتلخص في تحديد وخفض نسبة الأنسولين في الدم عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام صحي في الأكل. وقال د. وايت: "إن النتائج التي توصلنا إليها إنما تضع أساساً علمياً لما كانت أمهاتنا تقلنَه لنا عندما كنا أطفالاً، كلوا أكلاً صحياً ومارسوا الرياضة وستتمتعون بصحة جيدة." وقال: "إن الأكل الصحي والرياضة والوزن المنخفض تحافظ على حساسية الأنسجة للأنسولين، مما يقلّل من كمية الهرمون الضرورية للسيطرة على نسبة السكر في الدم. بالنتيجة، سيتعرض الدماغ إلى كمية اقل من الأنسولين.
تعليق
أحبتي في الله! هذا هو الغرب وبعد معاناة طويلة مع الأمراض وبعدما تفشى مرض السمنة وما يرافقه من أمراض مثل السكري والضغط، نجدهم يبحثون عن العلاج لهذه المشاكل الصحيّة، ونجدهم يعترفون بأن أفضل حل هو عدم الإسراف في الطعام والشراب، سؤالنا أليس هذا ما نادى به القرآن قبل أربعة عشر قرناً عندما قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31]، فقد جعل الله عدم الإسراف عبادة يُثاب عليها المؤمن، بينما نجد أن الله لا يحب ذلك المسرف في طعامه وشرابه.
وتأملوا معي الفارق الكبير بين نداء الأطباء ونداء الله تعالى، فالأطباء يحذرون من الإسراف في الطعام والشراب لأنه يؤدي إلى مشاكل صحية، عند هذه النقطة يتوقف علم الطب، ولكن الله تعالى ربط محبته بعدم الإسراف، وكأنه يحذرك بأنك إذا أسرفت وتجاوزت الحدود الطبيعية في الأكل، فإنك ستخسر محبة الله لك، وهذا النداء الإلهي يثير في النفوس الرغبة للتغيير، ويعطي لهذا الإنسان الذي تعود على الطعام الكثير، يعطيه رسائل قوية جداً بضرورة الامتناع عن الإسراف، ولذلك فإن تأثير هذه الآية أكبر بكثير من تأثير تحذيرات الأطباء، فتأمل!
كما لا ننسى أن الإسلام أمرنا بعبادة الصيام وهي العبادة الوحيدة التي يكون جزاؤها بين العبد وربه، وقد خصص الله باباً من أبواب الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون! وقد أثبت العلم الحديث الفوائد العظيمة للصيام في علاج الكثير من الأمراض وعلى رأسها السّمنة، ولذلك قال تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 184]. ولا ننسى الأحاديث النبوية الغزيرة التي تأمرنا بعدم الإسراف والاعتدال في الطعام وكثرة الصلاة والمشي إلى المساجد. وهذه العبادات لها أثر شفائي ووقائي لكثير من الأمراض، ومن رحمة الله بنا أنه جعل هذه الأوامر شفاء لأمراضنا، وبنفس الوقت عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى، فهل هناك أعظم وأرحم من الله!
بقلم عبد الدائم الكحيل
..
لا تنسونا من دعائكم