أمراض الجلد عند الحوامل"""

@ أمراض الجلد عند الحوامل :

@@ تحدث تغيرات هرمونية وكيميائية للسيدة الحامل، ويتحكم في ذلك مركز حسي أسفل المخ يسمى “الهيبوثالامس” الذي يفرز مواد كيميائية تتحكم في عمل النصف الامامي من الغدة النخامية التي يزداد نشاطها اثناء فترة الحمل بإفراز هرمونات عديدة منها ما يؤثر على غدد اخرى بالجسم ومنها هرمون M.S.H الذي يسبب زيادة في افراز الخلايا الصبغية وهرمون

@ الحليب المعروف باسم Prolactin.

ومن الغدد التي تزداد كفاءة عملها اثناء فترة الحمل الغدة فوق الكظرية والمبيضين مما يزيد افراز الهرمونات الأنثوية المعروفة باسم البروجيستيرون والأستروجين، كما يزداد نشاط وافراز الغدة الدرقية والغدد حول الدرقية، وتفرز المشيمة هرمونات اخرى.

وقد تتعرض السيدة الحامل الى بعض التغيرات في جلدها وتقسم الى ثلاثة اقسام:

– تغيرات طبيعية او فسيولوجية.

– تغير في طبيعة امراض جلدية موجودة بالسيدة الحامل قبل الحمل (مزمنة).

– امراض جلدية جديدة تحدث للسيدة فقط اثناء الحمل.

@ التغيرات الفسيولوجية.

وتشمل زيادة لون الجلد نتيجة زيادة افراز صبغة الميلانين من الغدة فوق الكظرية وهرمون الأستروجين والهرمون المحفز المثير للخلايا الصبغية المعروفة باسم M.S.H وكذلك فيتامين ج.

ويلاحظ ان الزيادة في لون البشرة قد تكون عامة في كل الجسم او في مناطق معينة، وتحدث الزيادة في حوالي 90% من الحوامل وتبدأ في الثلاثة أشهر الاولى من الحمل وقد تختفي بعد ذلك.

اما زيادة اللون في اجزاء معينة فقد تشمل الوجه ويعرف هذا بالكلف ويحدث لدى حوالي 50% من الحوامل حيث يكون لديهن استعداد وراثي، وعادة يظهر الكلف في النصف الثاني من الحمل خاصة اذا كانت المرأة سمراء اللون، وقد يختفي الكلف عقب الولادة تلقائياً وربما يحتاج الى علاج سريع تتوقف مدته على عمق الاصابة بالكلف.

واذا استخدمت المرأة اقراص منع الحمل بعد الولادة وكانت تعاني من الكلف فإن المشكلة تزداد سوءاً، وقد لوحظ ان استخدام بعض المساحيق التجميلية والتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة ووضع العطور على البشرة قد يزيد الكلف او على الاقل يؤخر من اختفائه.

كما يظهر ايضاً الخط الأسود في منطقة الصدر الى البطن ويمتد من السرة الى العانة، كما يزداد لون حلمة الثدي والاعضاء التناسلية.

وفي كثير من الحالات تشكو الحامل بنسبة 90% من تورم في اللثة وانتفاخ في الجسم خاصة في الشهور الثلاثة الاولى، وقد تظهر بعض الزوائد بين الأسنان.

كما تشكو الحامل من ألم باللثة مع نزيف بها عند تعرضها للاحتكاك، ويعود ذلك الى احتقان اللثة نتيجة زيادة كمية ما بها من دم جراء زيادة هرمون البروجستيرون وقلة هرمون الأستروجين، وتستمر هذه الحالة حتى نهاية الحمل ولا تحتاج سوى غسول مطهر للفم للابتعاد عن التهابات اللثة، كذلك قد تزداد نسبة تسوس الأسنان بعد الشهر الرابع، كما قد تظهر بعض تقرحات الفم.

اما عن تشققات الحمل الشهيرة فهي من أشهر التغيرات الفسيولوجية التي تصيب بعض وليس كل الحوامل، وعادة تظهر هذه الخطوط الطولية في الشهر السادس او السابع من اشهر الحمل وتكون اوضح عند السيدة البدينة وتعرف ب Stria Gravidarum، وتحدث هذه التشققات بسبب زيادة هرمون الاستروجين والكورتيزون والريلا****ين اثناء الحمل مما يؤدي الى ضعف الالتصاق بين خيوط الكولاجين، وقد تختفي هذه التشققات تلقائياً او قد تحتاج الى علاجات عدية منها الاجهزة الحديثة وبعض الاحماض والدهانات الموضعية، وكلما كان علاج هذه التشققات سريعاً كانت النتائج جيدة وقد تصل الى 99% اذا عولجت في الستة أشهر التالية للولادة، اما اذا اهمل العلاج فإن هذه الخطوط الحمراء تتليف وتصبح بيضاء ويستغرق علاجها زمناً طويلاً.

وتحدث ايضاً بعض التغيرات في الاوعية الدموية لبشرة الحامل منها ظهور الشامات الدموية بين الشهرين الثاني والخامس خاصة عند النساء ذوات البشرة البيضاء، وتظهر تلك الشامات الدموية حول العين وفي ظهر اليدين والساعدين والوجه والحلق، وتختفي هذه الاورام تماماً بعد الحمل.

اما دوالي الحمل الشهيرة فتظهر عند حوالي 40% من الحوامل خاصة في منطقة الساقين والمناطق التناسلية، كما قد تظهر البواسير خاصة في شهور الحمل الاخيرة حيث يضغط الرحم بعد زيادة حجم الجنين على أوردة الساقين والجهاز الهضمي السفلي.

وعندما تتعرض الحامل الى هواء قارس البرودة تظهر زرقة مؤقتة بجلدها تزول بزوال البرودة هذه الحالة تسمى Cutis Marmoratum، اما اذا كانت هذه الزرقة دائمة فإنها تعرف باسم Livedo Reticularis.

ويلاحظ انه في شهور الحمل الاخيرة قد تظهر الاديما في بعض الحوامل بنسبة تتراوح بين 50 و75 في المائة في فترة الصباح خاصة حول الجفون وفي الوجه واليدين والكعبين وفي الساقين، وترجع الاديما الى زيادة نسبة الصوديوم والماء في الجسم نتيجة زيادة هرمون الاستروجين والبروجسترون وهرمونات المشيمة، كما يسبب ضغط الرحم، المتمدد بالجنين، على صعوبة عودة الدم الوريدي بالساقين الى القلب ويؤدي ذلك الى ظهور الاديما بهما.

وقد تشكو السيدة الحامل من احساس بالحكة الجلدية خاصة بعد الشهر الثالث ويعود ذلك في الغالب الى عوامل نفسية من الخوف من آلام الولادة والقلق الذي يصاحب فترة الحمل، وقد تصاب الحامل بسقوط الشعر او زيادة في نمو شعر الجسم اثناء او بعد الولادة، اما عن الأظافر فقد تتعرض لتشققات عرضية وخشونة في سطحها، كما تتعرض الحامل الى زيادة في الافراز العرقي نتيجة تضخم الغدد العرقية وزيادة نشاطها من جراء زيادة افراز الغدة الدرقية، كما قد تسبب زيادة افراد الغدد الدهنية الشعور بدهنية الوجه خاصة اذا كانت البشرة دهنية في الاساس.

اما عن تغيرات الثدي فتكون ملحوظة جدا وربما تساعد في تشخيص الحمل في البداية، فيزداد حجم الثدي وقد يصبح مؤلما وتنتصب حلمة الثدي ويظهر لونها داكناً وكذلك المنطقة المجاورة لها، كما تتضخم الغدد الدهنية بالثدي وتظهر بها بروزات بنية اللون.

@ تغير في طبيعة الأمراض الجلدية المزمنة.

من الأمراض الجلدية التي تتأثر بالحمل حب الشباب فقد يتحسن عند بعض الحوامل، وقد يزداد سوءاً في اخريات، كما قد تتحسن الصدفية وكذلك الثعلبة، ومرض السركويد والالتهاب الجلدي التحسسي والتهابات الغدد العرقية.

اما عن الامراض التي يؤثر الحمل عليها سلبياً وتسوء مع الحمل فهي:

– الالتهابات التناسلية بكافة اشكالها.

– النمش والشامات.

– الحساسية الشمسية.

– مرض البورفيريا.

– الحمرة متعددة الاشكال والحمرة العقدية.

– الجذام.

– الأكزيما.

– مرض اللوبس.

– الأنفلونزا والحصبة.

ظهور امراض جديدة

وبالمقابل، فقد تظهر عند الحامل امراض جلدية جديدة اثناء الحمل ومنها:

@ الحكة الحبيبية للحامل:

تظهر في 2% فقط من الحوامل على شكل حبات في مجموعات وتسبب الاحساس بالحكة التي معها تنتشر الحبوب وتلتهب وتكون قشرة صلبة، وهي تختفي تماماً بعد الولادة تاركة بقعاً داكنة اللون.

@ حبات الارتيكاريا المسببة للحكة:

وسببها غير معروف وتظهر في الشهرين الأخيرين من فترة الحمل على شكل درنات وطفح جلدي بارز عن الجلد احمر اللون عند منطقة البطن والفخذين وقد تشمل في احوال نادرة الذراعين ومنطقة الصدر. وحوالي سدس الحوامل اللائي يتعرضن لهذا المرض يصبن بتسمم الحمل المعروف Pre eclampsia، ولا يشكل هذا المرض الجلدي اية خطورة على الجنين او الأم.

@ التهاب الجلد الحبيبي للحوامل:

يظهر في اي وقت من اوقات الحمل على شكل حبات صماء في مجموعات على الجذع والوجه وفروة الرأس، وتلك تختفي تماماً بعد الولادة تاركة بقعاً داكنة. وفي حوالي 27% من الاصابة بهذا المرض يكون الجنين معرضاً للموت.

@ حكة الحمل:

حكة شديدة تصيب 17% من الحوامل في آخر شهور الحمل وترجع للتخلص من البيلوروبين وبالتالي تزداد نسبته بالدم، ويحدث ذلك نتيجة الاضطراب الهرموني بالدم للحامل مما يؤدي الى الاصابة بالصفراء والغثيان. وقد تتكرر هذه الاعراض مع الحمل المقبل.

@ هربس الحمل:

يتميز هذا المرض بوجود حويصلات مائية وفقاقيع اضافة الى الحبوب الجلدية ودرنات الارتيكاريا ويشمل منطقة البطن والارداف والظهر والاذرع ويبدأ عادة بعد الشهر الرابع، وقد يعاود هذا المرض الظهور في مرات الحمل القادمة، كما قد تتعرض الحامل الى الاجهاض المبكر، او الولادة المبكرة او الى موت الجنين.

@ الحصف الهربسي:

تشبه الاصابة بهذا المرض الاصابة بالصدفية المتقيحة، وتحدث فجأة في الشهور الثلاثة الاخيرة من الحمل وتكون السيدة غير مصابة بمرض الصدفية من الاساس، وتكمن خطورة الاصابة بهذا المرض انه يشكل خطورة على الجنين حيث قد تؤدي الى الاجهاض او موت الجنين اثناء او بعد الولادة.

ورغم خطورة بعض الامراض الجلدية التي قد تصيب الحامل الا أننا نحمد الله ان نسبة الاصابة بها قليلة ويفترض ان الحامل تتلقى العلاج بسرعة وفي البداية، وتشفى قبل حدوث اية مضاعفات وبذلك تحافظ الام على نفسها وجنينها وتمر فترة الحمل دون مشاكل…